دافع وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن الإجراءات التي اتخذتها الجزائر لمواجهة انتشار انفلونزا الخنازير، وقال إن اللقاح الذي استوردته الحكومة يحظى بشهادة ضمان من طرف واحد من أكبر المخابر في العالم بالإضافة شهادة أخرى من دولة كندا، وربط السعيد بركات انطلاق عملية التلقيح بانتهاء نتائج التحاليل التي يجريها معهد باستور وهو ما يتطلب، حسبه، مدة لا تقل عن 14 يوما. كشف السعيد بركات الذي كان يتحّدث للصحفيين على هامش جلسة الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني أمس الأول، أن وزارة الصحة عزّزت عدد التجهيزات على مستوى المستشفيات المرجعية استعدادا للمرحلة المقبلة التي من المنتظر أن ترتفع فيها الإصابات بفيروس »أش 1 أن 1«، مشيرا إلى أن العملية تشمل بالأساس مصالح الإنعاش التي تعزّزت ب 1040 سرير زيادة على تزويد هذه المستشفيات بأسرّة جديدة خاصة بالنساء الحوامل اللواتي يعتبرن الأكثر عرضة لمخاطر الوباء. وأفاد الوزير بأن مصالحه شرعت في توزيع الكمية الأولى اللقاح عبر عدد من الولايات وقال إن الفرق المختصة جاهزة للبدء في العملية عندما تحصل على الضوء الأخضر من معهد باستور، وأشار إلى أن الكمية الجاهزة حاليا تتجاوز 700 ألف جرعة في انتظار استكمال التحاليل بشكل تدريجي على أن تصل 1 مليون جرعة في القريب العاجل، ورغم هذه المعطيات إلا أن بركات رفض الحديث عن تاريخ معيّن لانطلاق عملية التلقيح الذي ستمر على ست مراحل. ولفت وزير الصحة إلى أن تعطّل انطلاق عملية التلقيح لا علاقة له بالأخبار التي تحاول الترويج إلى أن المصل يحتوي على مواد قاتلة، موضحا أن معهد باستور المرجعي يحتاج على الأقل إلى أسبوعين ليعطي الضوء الأخضر لكل المصالح عبر المستشفيات المرجعية من أجل الشروع في التلقيح، مثلما أكد أن التقديرات تشير إلى أن عدوى فيروس »أش 1 أن 1« امتدت إلى حوالي 8 آلاف جزائري تعافوا بطريقة تلقائية ولم يكونوا بحاجة إلى التنقل إلى المستشفى، وجاء هذا التقدير ذلك بناء على معايير المنظمة العالمية للصحة بالاستناد إلى 476 حالة المسجلة ببلادنا. وفي موضوع آخر كشف السعيد بركات أن مشكلة مرض السرطان أصبحت بمثابة المعضلة خاصة بعد تزايد عدد الإصابات بمعدل 35 ألف حالة جديدة كل عام 47 بالمائة تخصّ الرجال و53 بالمائة للنساء، وتفيد أرقام الوزير أن سرطان الرئتين يتصدر عدد الحالات المسجلة وسط الرجال بنسبة 12 بالمائة ثم الأمعاء ب 8 بالمائة وسرطان المثانة ب 6 بالمائة، فيما يحتل سرطان الثدي الصدارة لدى النساء بنسبة 53 بالمائة ثم سرطان عنق الرحم ب 10 بالمائة، والأمعاء ب 7 بالمائة. إلى ذلك انتقد المتحدّث لجوء بعض الأطباء إلى تضمين الوصفات الطبية بأدوية حديثة لا توجد في القائمة الرسمية الوطنية للأدوية كما لا تتوفر بالصيدلية المركزية، واعتبر ذلك بمثابة إجراء يعقّد الأمور أكثر ويزيد من حالة اضطراب وهلع المصابين بالسرطان، كما لفت إلى أن الأدوية الخاصة بالسرطان باهظة الثمن تقدّم مجانا للمرضى بالمستشفيات. وردّا على سؤال آخر يتعلق بانشغال سكان الصحراء بتزايد عدد ضحايا اللسعات العقربية، أعلن وزير الصحة أن هناك لجنة وطنية مكلفة بالمراقبة وإنتاج المصل إضافة إلى ما أسماه بروتوكول علاج للقضاء على العقارب في عدة ولايات عن طريق مواد كيماوية، مشيرا إلى أن ظروف التكفل بالمصابين تحسنت مقارنة مع مرحلة سابقة من خلال تسجيل 22 ألف لسعة أدت إلى وفاة 106 شخص في 1991 في حين توفي 77 شخصا من مجموع 50 ألف تعرّضوا للسعات العقارب في 2008، كما بلغ عدد الضحايا حتى سبتمبر 2009 إلى 47 من أصل 44 ألف حالة.