كانت سنة حافلة بالأحداث على الصعيد الاجتماعي بالجزائر، بعض تداعياتها عالمية كوباء أنفلونزا الخنازير،وهو مازاد من سوء صحة الجزائريين من جهة ومن تردي قطاع الصحة المريض. وعلى صعيد آخر عانى الجزائريون طيلة 2009 من الغلاء الفاحش الذي أرهق ميزانية المواطنين ،لكن ذات السنة حملت الجديد للطبقات العمالية برفع الحد الأدنى للأجور إلى 15ألف دج.لكن هذه الضائقة المالية أو تلك المشاكل الصحية وغيرها انجلت من على صدر الجزائريين بسبب انتصارات الخضر وحلت محلها نشوة الانتصارات التي ختمت سنة 2009 بخير على كل الجزائريين. اشتكى كل الجزائريين من الغلاء الفاحش الذي شهده 2009 ، فلم تبق صغيرة أو كبيرة في السوق إلا وارتفع سعرها بشكل مبالغ فيه، خاصة ما يتعلق بالسلع الاستهلاكية،خضر وفواكه وحبوب ولحوم بأنواعها دفعت بالمواطنين إلى الشكوى طيلة العام وفي كل مناسبة، كانت آخرها عيد الأضحى الذي شهد ارتفاعا غير مسبوق في سعر المواشي، وبعدها فوجئ المواطنون بارتفاع أسعار العدس والفاصوليا إلى 200دج للكيلوغرام، وبهذا أصبحت تضاهي سعر الدجاج أو تفوق،رغم أنها إلى وقت قريب كانت تعتبر غذاء للفقراء. ومن خلال جولة "بالمراكز التجارية وأسواق العاصمة ، تلاحظ للتو أن هناك ارتفاع فاحش في أسعار السلع ، وتقول بعض المصادر بأنها ارتفعت عن العام الماضي بحوالي 20%، وهناك من يرى أنها ارتفعت بنسبة 30%، بينما أشار آخرون إلى أنها نفسها في كل عام . السرطان يتصدر ب 2009 ب300 ألف حالة أفاد مركز بيير وماري كوري المتخصص بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر أن 300 ألف حالة إصابة جديدة بمرض السرطان تكتشف كل سنة في البلاد. وتؤكد إحصائيات المركز أن من بين 100 ألف ساكن تم تسجيل 100 إصابة بالسرطان عام 2003. وتشير إلى أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في الجزائر حيث تتراوح الإصابات بين 4 و7 آلاف حالة جديدة سنويا، ويليه سرطان الرئة عند الرجال الذي يمثل من 3 إلى 4 آلاف حالة عبر التراب الوطني، ثم يأتي بعده سرطان القولون الذي تتراوح الإصابة به بين 2500 و3000 حالة. أما سرطان المثانة فيحل في آخر السلم بما بين 1800 و2000 إصابة، يليه سرطان البروستاتا بنسبة 1200 إلى 2000 إصابة جديدة كل سنة بالجزائر، حسب الأرقام المتوفرة لدى المركز المتخصص في علاج ومتابعة مرض السرطان على المستوى الوطني. ومن بين المصابين بمرض السرطان بمختلف أنواعه نجد من 1000 إلى 1500 طفل، أي أن نسبة الإصابة بمرض السرطان لدى الأطفال تعادل 5% من النسبة الإجمالية للمصابين بالمرض. وتفيد المعطيات الطبية أن 10% من إصابات مرض السرطان في الجزائر تعود لأسباب وراثية، بينما تعود البقية إلى التدخين والهرم والتغذية وظروف المعيشة. ويشير الأطباء في الجزائر إلى أن 80% من حالات المرض بالسرطان في حالات متقدمة ميئوس منها ولا يمكن بالتالي علاجها، في حين أن اكتشاف المرض مبكرا في المراحل الأولى والثانية يمنح فرصة حياة للمريض من 5 إلى 10 سنوات. استمرار العنف ضد المرأة العنف ضد النساء ظاهرة تستحق أن نقف عندها، فحصيلة كل سنة تشبه الأخرى إلى حد كبير و نعتبرها وصمة عار على جبين كل المجتمعات،وقد أكدت إحصائيات مديرية الشرطة القضائية عن تسجيل 4409 ضحية من النساء تعرضت لمختلف الاعتداءات جسدية وجنسية على المستوى القطر خلال 2009 ، وتصدر الضرب والجرح العمدي الصدارة ب ب 3013 ضحية ،الاعتداء الجنسي ب 189 امرأة و زنا المحارم ب 03 نساء ،التحرش الجنسي ب 71 امرأة ضحية ،سوء المعاملة ب 1125 امرأة ضحية والقتل العمدي ب 08 ضحايا . وحسب تقرير أخير للشرطة القضائية تعتبر الجزائر واحدة من الدول التي تتعرض فيها المرأة للعنف، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الآونة الأخيرة، بما فيها تكريس مبدأ المساواة مع الرجل في جميع المجالات ، لكن لازالت 20 بالمائة من الجزائريات يتعرضن إلى العنف المعنوي،بينما5 بالمائة منهن يتعرضن إلى العنف المادي. و تشير ذات المصادر بأن المرأة الجزائرية تتعرض للعنف بكل أشكاله بدءا بالعنف اللفظي والإهانات والضرب والاعتداء ،وقد بلغ عدد المتورطين في هذه الجنح 4521 معتدي خلال هذا السداسي ،وقدر عدد الأزواج المعتدين ب 876 زوج ، فيما تم تسجيل29 معتدي من الآباء ،في حين تم تسجيل 233 أخ معتدي و 332 ابن معتدي ،وبقية المتورطين من الأقارب سواء الأعمام و أبنائهم ،أو الأخوال و أبنائهم،ب 518 معتدي ، 32 معتدي خطيب ،و 206 معتدي عشيق ، وحتى الشارع لا يسلم من المعتدين الغرباء من المتحرشين جنسيا أو اللصوص، حيث تم تسجيل 2295 معتدي، والحقيقة أن أغلب الضحايا يعتدي عليهن في حضور المواطنين دون أن يتدخل أحدا . جزائريون يودعون 2009 بمخاوف ال"آتش 1 ان 1 يستيقظ الجزائريون يوميا على أرقام جديدة لضحايا فيروس الأنفلونزا الوبائية التي انتشرت في مجتمعنا في أواخر سنة 2009 ، رغم أن الحالات الأولى سجلت خلال شهر جوان إلا أنها بقيت حالات مستوردة لمدة شهور، ولم تنتشر محليا إلا مؤخرا. وما زاد في مخاوف المواطنين هو الانتشار السريع للمرض مع غياب اللقاح. ونحن نودع سنة 2009 سجلت مصادر وزارة الصحة 43 خالة وفاة بالفيروس لمواطنين في عمر الشباب، أغلبهم من النساء الحوامل الفاقدات للمناعة.فيما بلغت نسبة الإصابات المؤكدة ما يضاهي 700حالة . يحدث هذا في الوقت الذي لم يتم فيه الشروع في عملية التلقيح بعد فشل الطاقم الطبي لمعهد باستور في إجراء التحاليل المخبرية الدقيقة حول مدى سلامة اللقاح وحجم الجرعات الواجب أخذها لمختلف الشرائح الاجتماعية، ولا تزال مستشفياتنا تتلقى يوميا عشرات الحالات بين المشتبه في إصابتها وتلك المؤكدة، إلى آخر يوم من 2009 دون أن يلوح برنامج التلقيح في الأفق ليطمئن الأولياء على أطفالهم والأمهات على حياتهن وأجنتهن وتلاميذ المدارس على تحصيلهم العلمي. ولعل أكثر المخاوف المطروحة بشكل أساسي اليوم هو احتمال إصابة الأطقم الطبية للمستشفيات بالفيروس مما قد يصيب الصحة بالشلل في الجزائر....على كل نتمنى أن تحمل السنة الجديدة الخير والبشرى على صعيد سلامة اللقاح وبداية تلقيح أكبر عدد من الفئات التي يستهدفها الوباء أكثر من غيرها، ليطمئن الجزائريون على صحتهم وسلامة ذويهم. الجمهور يطلق الفن المصري بالثلاث أثرت تداعيات الحملة الإعلامية الشرسة التي قادتها الفضائيات المصرية على كل شرائح المجتمع الجزائري، ولم تستثن حتى ربات البيوت والشيوخ والأطفال ، باعتبار أن الكل كان إلى وقت قريب من هواة الفن والسينما المصرية ، لكن على ما يبدو أن تصريحات الفنانين المصريين ضد الجزائر باتت كابوسا يطارد أفراد مجتمعنا كلما أطل عليهم وجه فني شتم الجزائر وقلل من شأنها، لذا فقدت السينما المصرية جمهورها الجزائري العريض الذي طلقها بالثلاث، بحيث لم يعد للوجوه التي شتمتنا يقول أغلب المواطنون مكانة في قلوبنا و لن نسمح لها بدخول بيوتنا بعد اليوم. لكن كل تلك الاستفزازات التي بعمدها المصريون لإفساد فرحتنا علينا لم تفلح أبدا وكلما نجحت فيه هو تعميق الهوة بين الشعبين ، فقد عاش الجزائريون خلال 2009 فرحة تاريخية لم تعش مثلها الأجيال الجديدة طيلة حياتها، بينما شبهها الأسلاف بفرحة الاستقلال في 62 ، لأن لا شيء على الإطلاق يشبه الفرحة والسرور ونشوة الانتصار التي من بها الله علينا فأنستنا الهموم كبيرها وصغيرها وضاعفت في حب الجزائريين لبعضهم وتماسكهم، لأنها كانت أكبر من فرحة الفوز في المستطيل الأخضر، بل فرحة لاسترداد كرامة الجزائريين التي أهدرت على أيدي مرتزقة مصريين "ضربونا وبكوا ثم سبقونا واشتكوا" واستباحوا سب شهداء ثورتنا المجيدة وهي نقطة حمراء لا تسامح فيها لا خلال السنة الجديدة و لا بعدها بألف سنة. ومن التغييرات الاجتماعية الطريفة في 2009 هي تلك الطارئة على سلوك الجزائريات و إدمانهن على مشاهدة القنوات الرياضية بفضل انتصارات الخضر المتتالية والتي توجت بالتأهل إلى كأس أمم إفريقيا وكأس العالم.إلى درجة أن بعض الرجال اليوم صار يشتكي من زيادة اهتمام النساء بكل ما هو رياضي، وبالتالي تقصيرهن في أداء واجباتهن، ومنهم من عبر عن ارتياحه لمشاركة النساء الجزائريات الرجال في عشق الكرة الذي وضع حدا للشجارات اليومية بين الأزواج على متابعة مباريات كرة القدم على حساب المسلسلات .