أكد المستثمرون الفرنسيون أنهم عازمون على البقاء في الجزائر رغم الصدى الذي أحدثها الاعتداء الإرهابي في بني عمران وأسفر عن مقتل المهندس الفرنسي بيار نواكي. وقال ميشال دي كافاريلي رئيس الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في الجزائر أن أوساط الأعمال الفرنسية تأثرت كثيرا بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف الشركة الفرنسية للأشغال العمومية في بني عمران ببومرداس وراح ضحيته مهندس فرنسي، "غير أن الشركات الفرنسية لن تخضع للفوضى ولابتزاز المجموعات المسلحة ولن تغير خططها الاستثمارية"، وفيما سارعت فرنسا على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير إلى دعوة المستثمرين الفرنسيين للاستمرار بالعمل في الجزائر، حيث قال أمس الأول في تصريح لإذاعة "أر تي ال" إن "هذا بلد يجب أن نعمل فيه وهو بلد نعمل فيه والعلاقات التجارية وعلاقات الصداقة مهمة جدا ويجب تطويرها"، أكد كلود جولي رئيس الفرع الجزائري لمستشاري التجارة الخارجية في فرنسا وهو ناد لرجال الأعمال يضم نحو 20 عضوا، أن الاعتداء المزدوج الأخير في الجزائر لن يؤثر على الحضور الاقتصادي الفرنسي في الجزائر. وفيما سارعت شركة "رازال للأشغال العمومية المستهدفة في اعتداء بني عمران إلى ترحيل عمالها الثلاث، قال جولي مدير "لو الجيري" للبسكويت "نحن مصدومون ونشعر بالحزن غير إن هذه الهجمات التي لا يمكن توقعها لن يكون لها اثر سلبي على الحضور الاقتصادي الفرنسي في الجزائر ولن تتخلى أي مؤسسة عن مشاريعها"، وضمن نفس السياق قال رئيس مصرف "سوسييتي جنرال" جيرالد لاكاز انه لم يتلق أي طلب للعودة إلى فرنسا من موظفيه الفرنسيين الخمسة عشر منذ اعتداء بني عمران، مؤكدا بالقول "إن عودة الاعتداءات تثير القلق غير أنها لا تجعلنا نعيد النظر في وجودنا وفي خطتنا للتنمية في الجزائر". وتضاعف عدد فروع الشركات الفرنسية العاملة في الجزائر ثلاث مرات في ثلاث سنوات ليتجاوز 300 شركة في 2008 بينها 250 مكتب دراسات. وهي توظف مباشرة نحو 30 ألف شخص وتوفر حوالي مئة ألف وظيفة بشكل غير مباشر، في وقت تعد فرنسا أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات في الجزائر، حيث تشير الأرقام الرسمية أن حجم الاستثمارات الفرنسية المباشرة بلغ 57.1 مليار أورو في 2007 بزيادة قدرها حوالي 155مليون أورو مقارنة بالعام 2006، بحسب الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة في الجزائر.