كشف حميد بصالح وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أمس، عن لقاءات جمعته مع عدة وزراء أفارقة عرض خلالها مشروع إستراتيجية الجزائر في مجال التكنولوجيات الحديثة، وأعلن أن هناك آفاقا واسعة للتعاون مع بلدان القارة من خلال التجربة التي تملكها بلادنا في مجال البحث الفضائي، كما كشف عن مشروع شبكة بصرية يربط الجزائر بعاصمة نيجيريا أبوجا مرورا بدولة النيجر. قال حميد بصالح الذي كان يتحدّث في تصريح خصّ به الوفد الصحفي الجزائري المتواجد ب »أديس أبابا« لتغطية أشغال قمة الاتحاد الإفريقي، إن الجزائر حققت الكثير من المكاسب في مجال التكنولوجيات الحديثة للاتصال مقارنة مع عدد كبير من بلدان إفريقيا، موضحا أن تركيزها سيكون في المرحلة المقبلة على تعزيز المحتوى حتى يكون جزائريا بحتا، وأرجع هذا التوجه إلى أن الاكتفاء بتطوير البنية التحتية وتعزيز المجتمع المعلوماتي لا يمكن أن يحقّق كافة الأهداف إذا لم يتم تعزيز المضمون بالصيغة التي تعكس فعلا المجتمع بكل أبعاده. كما كشف الوزير بأنه أبلغ نظراءه الأفارقة بالتطورات الحاصلة في مجال الانترنيت حيث من المتوقع أن يصل عدد الزبائن المشتركين ضمن خدمة الانترنيت ذات التدفق العالي بعد خمس سنوات إلى 6 ملايين مشترك، بالإضافة إلى حديثه عن المكاسب الأخرى التي تحقّقت في مجال الهاتف النقال على أساس أن التغطية الهاتفية تجاوزت حتى الآن سقف 92 بالمائة من العدد الإجمالي للسكان. وفي سياق ذي صلة أفاد وزير البريد وتكنولوجات الإعلام والاتصال الذي يشارك هو الآخر في أشغال الجلسات المغلقة على هامش قمة الاتحاد الإفريقي، بأن الجزائر قدّمت عرضا على القادة الأفارقة حول تجربتها في هذا المجال إلى جانب التوضيحات التي قدّمها إلى عدد من نظرائه في الاتحاد لشرح هذه التجربة أكثر والنظر في الإمكانات المتاحة للتعاون، وقد ترك حميد بصالح الانطباع بأن الأفارقة متحمّسون للاستفادة من التجربة الجزائرية في أكثر من مجال، حيث أشار إلى أن هؤلاء أبدوا قناعتهم بأن استعمال وتطوير التكنولوجيات الحديثة يعتبر من بين الوسائل الأكثر فعالية في محاربة الفقر. ومن هذا المنطلق أعطى بصالح الكثير من الأمثلة حول تجربة الجزائر الكبيرة من خلال تأكيده بأن الأفارقة مهتمون بالتطور الحاصل في بلادنا في مجال الطب خصوصا أمام النقص الفادح في الأطباء الأخصّائيين، وبالتالي فإن الوزير أوضح في هذا الشأن بأن الجزائر قادرة على التعاون باعتبارها طوّرت برنامج »الطب التصويري« وهو ما يعني أنه بالإمكان القيام بأي عملية عن طريق الاتصال عن بعد اعتمادا على التكنولوجيات الحديثة، وقال إن الأمر ذاته ينطبق على واقع التعليم الذي أصبح، حسبه، بحاجة ماسة ودائمة إلى التكنولوجيات المتطوّرة.