أشاد عميد الشرطة لخضر دهيمي بخصال المدير العام للأمن الوطني العقيد الراحل علي تونسي الذي قال إنه تفانى طيلة حياته في خدمة الوطن منذ التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني تحت اسم »سي الغوثي« مرورا بمسيرته النضالية في صفوف الجيش الذي غادره عقيدا في 1988 ليلتحق بالمديرية العامة للأمن الوطني في 1995، وتعهّد بأن يواصل سلك الأمن مسيرة المرحوم خاصة في التغطية الأمنية. استرجع عميد الشرطة لخضر دهيمي في كلمته التأبينية التي ألقاها أمس بمقبرة العالية خلال تشييع جثمان المرحوم علي تونسي، مسيرة الرجل الحافلة بالإنجازات، حيث أورد فيها بأن الأمن الوطني فقد في شخص مديره العام مدير قديرا ورجلا حريصا على أمن الجزائر، وقال باسم كل موظفي الأمن الوطني »إنه يفارقنا اليوم جسدا لكنه يبقى خالدا في تاريخ الأمن الوطني بإنجازاته التي تحقّقت خلال 15 سنة خدم فيها بتفان وحكمة«. وحرص عميد الشرطة على تعداد الخصال العديدة التي كان ينفرد بها الراحل وهو يتولى مهمة تدبير شؤون المديرية العامة للأمن الوطني التي استلمها في العام 1995 بعد أن قضى ثمانية أعوام متقاعدا عن صفوف الجيش الذي التحق به منذ العام الأول من الاستقلال، وأوضح المتحدث أن إدارة المرحوم القديرة سمحت له بالوقوف في وجه الجريمة بمختلف أشكالها »كما اجتهد في تطوير وتجديد منظومة التدريب في الأمن الوطني لإعداد أجيال جديدة من الشرطة قوية وقادرة على تولي المسؤوليات ورفع التحديات التي تزرعها قوى الشر والتخريب حفاظا على أمن واستقرار الوطن«. وتابع المتحدث أمام حشد كبير من المواطنين وكبار مسؤولي الدولة وضباط في الجيش ومختلف أسلاك الأمن، بأن الجزائر تودع في شخص المدير العام للأمن الوطني الراحل علي تونسي »أحد رموزها وأبطالها، مجاهدا أثناء الثورة وقائدا محنكا بعد استعادة الاستقلال«، كما أكد أن الفقيد »ساهم في بناء دعائم صرح البلاد إبان الاستقلال بكل ما أوتي من قوة ورجاحة عقل من خلال تقلده لمناصب قيادية في هرم السلطة«. ولفت العميد لخضر دهيمي في هذا السياق إلى أن المرحوم، الذي كان يعرف ب »سي الغوثي«، »وضع نصب عينيه احترافية أداء الشرطي الجزائري وتحديث وسائل العمل وتطوير سبل البحث الجنائي وتمديد آفاق الخدمات الأمنية في مجال الشرطة الجوارية بكل أبعادها الاجتماعية والإنسانية«، مثلما كان مشواره ناجحا في صفوف الجيش الوطني الشعبي الذي كان واحدا من مؤسسي مصالح الأمن العسكري التي تولى إدارتها حتى سنة 1980، ليشغل فيما بعد منصب مدير للمدرسة العسكرية لعلوم مساحات الأرض حتى العام 1986 قبل أن يعيّن حتى سنة 1988 قائدا للناحية العسكرية الرابعة لمنطقة الجنوب التي خرج منها متقاعدا برتبة عقيد. وبعبارات فيها الكثير من نبرات التأثر قال عميد الشرطة في كلمة التأبين متحدّثا عن خصال المرحوم »لقد عهدنا فيك الصرامة والانضباط وقد رسخت في أذهاننا التفاني في خدمة الوطن.. رحلت عنا أيها الصامد ولكن هيهات أن ننسى خصالك لأنك تركت لنا رصيدا كبيرا«، وخلص إلى قطع عهد بالالتزام بالطريق التي رسمها العقيد علي تونسي قائلا: »نودّعك اليوم ولكننا نعاهدك بأننا سنواصل مسيرة التغطية الأمنية لكل ربوع الوطن«.