نتظاهر بالحرص على مصلحة التلاميذ و ما إن يعودوا بعد الإضراب حتى يجدوا أنفسهم أمام اختبارات الفصل الثاني..لا شيء يعلو في النظام التربوي الجزائري على الاختبارات والفروض الشفوية والمكتوبة منذ السنة الأولى ابتدائي.. نتظاهر بالحرص على مصلحة التلاميذ وتعويض ما فات وما إن يضمن »السياسي« عودة التلاميذ إلى المدارس والثانويات حتى يخفت صوت تعويض ما فات ويرفض التلاميذ التنازل عن عطلتهم الربيعية وكذلك تفعل جمعيات الأولياء، بينما يصر النقابيون على أن لا تعويض في حالة خصم الأجور. نتظاهر بالحرص مصلحة التلميذ والمهم هو قيامهم في الصباح والتحاقهم بمقاعد الدرس و»ارتياح« الأولياء والأسر من » صداعهم« طيلة ساعات النهار، وترتاح الحكومة اجتماعيا بسنة دراسية عادية الغاية منها ذهاب الأولاد إلى المدرسة وعودتهم منها وفق التقرير الأمني اليومي المعروف: R.A.S الأهم هو وجود التلاميذ في الأقسام وليس عددهم.. الأهم هو حضور المعلم جسديا وليس ما يقدّم للتلاميذ. الأهم إجراء الفروض والامتحانات في وقتها ومنح العلامات على الكشوف وإصدار قرارات النجاح أو الرسوب.. الأهم هو أن يحرص المدير على عدم غياب المعلم أو المعلمة وأن تصعد الأفواج التربوية على الساعة الثامنة إلى الأقسام.. الأهم أن المفتش أو المستشار التربوي يحرص على وجود الوثائق والمذكرات لدى الأستاذ وأن يملأ بانتظام دفتر النصوص.. الأهم أن تسأل وزارة التربية كل يوم ومن خلال تقارير مملة وبيروقراطية جوفاء يرفعها المديرون عن الغيابات ودرجة إنجاز الدروس في مؤسساتهم.. الأهم أن تقدّم الدروس ولو مطبوعة للتلاميذ حتى لا يتأخروا خاصة السنة الرابعة متوسط والثالثة ثانوي.. نتظاهر بكل شيء ونحرص على الشكل والصورة وأما الأداء البيداغوجي والعملية التربوية ذاتها ومردودية التلاميذ ومسارهم التحصيلي والنفسي، ناهيك عن تحديث البرامج وتخفيفها ورفع المستوى فهو الجوهر والمعنى فبعيد.. »استدراك الدروس الضائعة في الإضراب متروك للمؤسسات التربوية..« أبو بكر بن بوزيد