أعلن أمس، أزيد من ألفي عامل بمؤسّسة "أوراسكوم" المصرية بالمنطقة الصناعية أرزيو بوهران، عن توقّفهم المفتوح عن العمل احتجاجا على السياسة الجديدة للإدارة المصرية والتي تقتضي رفع ساعات العمل بحجّة تعويض ما خسرته المؤسّسة فترة 4 أشهر بسبب أحداث مصر، الجزائر التي تلت مباراة كرة القدم. أكّد المحتجّون بقيادة نقاباتهم المهنية أنّهم اضطّروا إلى اتّخاذ موقف جماعي في الفترة الأخيرة وهو التوقّف عن العمل حتّى إشعار آخر بعدما استنفدوا جميع سبل الحوار في الوصول إلى حلول مرضية ووسط ما بين العمّال الذين يفوق عددهم 2000 عامل والإدارة، هذه الأخيرة قرّرت دون سابق إنذار رفع ساعات العمل بمعدّل ساعتين كلّ يوم، أيّ أنّ العمّال بعدما كانوا يداومون من السابعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، ستمتّد فترة عملهم زوالا إلى غاية الساعة السابعة، وهو ما أثار تذمّرا واسعا لديهم خصوصا وأنّ الأجور التي يتقاضونها غير مكافأة للمجهودات المبذولة من طرفهم، مع الإشارة إلى أنّ عددا منهم سبق وأن احتّجوا مؤخّرا أمام موكب وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، في زيارته الأخيرة للمنطقة الصناعية بسبب المصريين وسلّم الأجور غير المتوازن والزيادات الشحّيحة التي أفاضت قطرة الكأس وأجّجت غضبهم، والتي لا تتجاوز 15 ألف دج شهريا. أمّا عن رفع معدّل ساعات العمل الأسبوعي فقد أكّد العمّال المحتجّون على طريقتهم الخاصّة - بتوقفّهم عن العمل-، أنّ إدارة مؤسّسة أوراسكوم، اتّخذت هذا الإجراء لتعويض الخسائر التي لحقت بها طيلة فترة أربعة أشهر بسبب التحاق عدد كبير من العمّال المصريين ببلدهم، جرّاء الأحداث الأخيرة وتأزّم العلاقات بين البلدين بسبب مباراة كرة القدم، حيث فرّ المصريون من وهران خوفا من الاعتداء عليهم من قبل الشباب الغاضب ولم يلتحق عدد كبير منهم بمنصب عمله طول تلك الفترة، الأمر الذي خلق فراغات داخل أوراسكوم وكبّدها جملة من الخسائر تحاول تعويضها الآن"، لكنّ هذا القرار الانفرادي لم يرض العمّال ودفعهم على التوقّف عن العمل إلى غاية الفصل في القضيّة بعد سلسلة من المفاوضات والحوار مع النقابة التي دخلت فيها المؤسّسة، وبالتّالي يتواجد مجمّع أوراسكوم في أوضاع لا يحسد عليها، حيث أنّ طول هذه الأزمة قد يخلّف خسائر أكبر.