أنهى أمس المنتدى النقابي المغاربي أشغاله، التي تواصلت على امتداد يومين بالمقر الوطني لحزب الأفافاس في أعالي العاصمة، وقد توالت المداخلات والنقاشات منذ اليوم الأول حول المحاور الأساسية الثلاث: الحريات النقابية، أثر الأزمة الاقتصادية العالمية على منطقة المغرب العربي، والخيارات النقابية البديلة للتعامل معها، دور الحركات النقابية في مساندة المجتمع المدني والحركات الاجتماعية، من أجل تحقيق الديمقراطية، ومُقرر قبل نهاية أشغال فترة زوال أمس أن يصدر المنتدى ميثاق المنتدى، وتوصيات، مشخصة وموحدة، تُقترحُ فيها البدائل الممكنة لمواجهة الأوضاع محل النقاش والدراسة. خُصّصت جلسات أمس وزوال أول أمس لمناقشة حقيقة الأزمة الاقتصادية العالمية، وآثارها السلبية على منطقة المغرب العربي، والدور الذي يُفترض أن تلعبه النقابات المغاربية ضمن هذا الإطار، وقد توسعت النقاشات فيها لتشمل جميع الجوانب، وحمّلت الأنظمة القائمة مسؤولية احتواء جميع الطوارئ، الناجمة عن هذه الأزمة داخليا وخارجيا، وهناك من المتدخلين من شكّك في حقيقة وجود هذه الأزمة العالمية التي يتحدث عنها الجميع ، وسلّمت بوجودها كافة دول وأنظمة المغرب العربي، هذا المتدخل الذي هو نقابي مغربي، تساءل باستغراب، وقال للحاضرين: هل فعلا هناك أزمة اقتصادية عالمية، أم هي أزمة مفتعلة، وخلُص إلى أن هذه الأزمة هي ليست أزمتنا ، بل هي مصدرة إلينا من الدول والمجتمعات المتطورة، التي هي في معسكر الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإذا افترضنا أن هذه الأزمة موجودة فعلا، فإنها تختلف من دولة لأخرى.وقال: أن مظاهر هذه الأزمة المصدرة في المملكة المغربية تجلّت على وجه الخصوص في الانعكاسات والتأثيرات السلبية على الاستثمار السياحي في المغرب، وفي تراجع مستوى العملة المغربية، وقد تم بفعل ذلك غلق مجموعة كبيرة من المؤسسات النسيجية. ومن جهته سعدالي محمد سالم، رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية التكوين) ساتاف( قال حين نهم بالحديث عن الأزمة الاقتصادية العالمية، فإنه على مستوانا لابدّ من طرح السؤال التالي: لماذا بلدان المغرب العربي تتفاوض كلها بمفردها واحدة، واحدة مع المنظمة العالمية للتجارة، وحين تتفاوض معها الدول الغربية حول مسألة التلوث بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ومسألة الهجرة غير الشرعية يُشترط عليها أن تتفاوض ككتلة واحدة، وبشكل جماعي. وقال أيضا محمد سالم الغرب يخلق وضعيات متنوعة لابتزاز كل طرف على حدة حين تستوجب مصلحته ذلك ويتّبع العكس حين تمليه مصلحته أيضا. وفيما يخص العمل النقابي المغاربي، دعا رئيس نقابة «ساتاف» إلى العمل ككتلة مغاربية واحدة موحدة، من أجل مواجهة التحديات مغاربيا ودوليا. وعما هو منتظر مغاربيا، قال المنظم لهذا المنتدى رشيد معلاوي: هذا المنتدى منطلق من النقابات وقراراته تتحكم فيها النقابات، وقبل أن نتّحد دوليا علينا أن نتّحد محليا، مغاربيا، ولا يمكننا مواجهة شراسة العولمة، وضمان مصالحنا كمغاربة إلا بالمواجهة الموحدة كمغاربة، فكل القرارات تأتي دوليا ويجب مواجهتها مغاربيا حين تتعارض مع مصالحنا. وقال : نحن نهدف من هذا المنتدى إلى العمل على تحسين المعيشة في المغرب العربي ، ويجب على الحكومات المغاربية أن تتحدث ككتلة مغاربية، ونحن النقابات كذلك لمواجهة هذه العولمة، والحفاظ عن مصالحنا، وفي نفس الوقت نهدف إلى تبادل التجارب والخبرات والقوانين الاجتماعية، وقد اتفقنا جميعا في هذا المنتدى على صيانة الحريات النقابية والدفاع عنها، وعلى توعية جمعيات المجتمع المدني، من أجل مواجهة الأزمة العالمية وكافة التحديات الأخرى. ووفق ما أدلى به أمس رئيس نقابة «سناباب» إلى «صوت الأحرار» على هامش المنتدى، فإن هذا الأخير له استقلالية مالية، وهو ممول من قبل النقابات، حتى لا يكون عليه هناك أي ضغط ، ويكون مستقلا في قراراته.