أعرب حزب جبهة التحرير الوطني عن رفضه لأشكال التعبير عن المطالب التي قام بها المحتجون عن الأوضاع المعيشية الأيام الماضية، مبديا استنكاره لأساليب الشغب والتخريب التي طالت الممتلكات العمومية والخاصة، حيث دعا الأفلان إلى انتهاج الطرق السلمية والحضارية للتعبير عن مختلف الاحتجاجات واتخاذ الإجراءات للتصدي لالتهاب الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمواطن. اجتمع أمس، المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني برئاسة الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، تطرق إلى دراسة مستجدات الساحة الوطنية وعلى وجه الخصوص الأحداث التي عرفتها العديد من مدن التراب الوطني والتي شهدت أعمال شغب وتخريب للمنشآت والمؤسسات العمومية والممتلكات الخاصة، إضافة إلى قطع الطرقات وتعطيل مصالح المواطنين، حيث ناقش أعضاء المكتب السياسي أسباب هذه الأحداث وتداعياتها وكذا المنحى الذي أخذته بعض المناطق. وفي ذات اللقاء، أكد أمين عام الأفلان أن هذا الأخير يتابع باهتمام بالغ المستجدات الوطنية، خاصة ما تعلق ببعض المطالب التي تخص الزيادات المفاجئة التي عرفتها أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، مشددا على أنه يرفض مختلف أشكال التعبير عن المطالب التي لجأ فيها المحتجون إلى أعمال الشغب، التخريب والنهب والسطو ومختلف أشكال اللصوصية وقطع الطرق، حيث أدان الأفلان هذه الأساليب التي ألحقت أضرارا بالمنشآت العمومية والممتلكات الخاصة ومصالح المواطنين. وشدد بلخادم على أن التعبير عن الرأي أو الاحتجاج يجب أن يكون بالطرق السلمية الحضارية وليس من خلال العنف والتخريب والسطو على ممتلكات الغير، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لالتهاب الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمواطن، معربا عن أمله في أن تساهم هذه الإجراءات في استباب الأمن وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي، مثلما دعا إلى تفعيل مختلف الإجراءات الكفيلة بفرض الرقابة الصارمة على الأسعار والتصدي بحزم للمضاربين ومحاربة الاحتكار والفساد، حيث طالب الأفلان بمراجعة بعض القرارات التي يعسر الواقع المعاش تطبيقها فوريا والتي تضر بالحياة اليومية للمواطنين. ودعا الأفلان مختلف القوى الوطنية إلى التحلي باليقظة والمساهمة في معالجة الأوضاع بحكمة من أجل احتواء الغضب وتفويت الفرصة على بعض الأطراف التي تسعى لاستغلال هذه الأحداث وتشويه صورة الجزائر خارجيا وتوظيفها لخدمة أهداف ليست لها صلة بمصلحة الوطن والمواطن. وفي ذات السياق، طالب بلخادم من المناضلين والمواطنين بالعامل عىل توعية الشباب ومختلف شرائح المجتمع واستخدام وتفعيل وترشيد فضاءات الوساطة والحوار من أجل نقل انشغالات المواطنين والتعبير عنها بالأساليب الحضارية والسلمية، كما دعا إلى العمل على حماية الممتلكات العمومية والخاصة والحفاظ على مكاسب الشعب وأمن الجزائر والإبقاء على الأمل قائما بالنظر إلى ما تم بذله من جهود من طرف السلطات العمومية والمتعاملون الاقتصاديون في إنشاء مناصب الشغل من خلال برامج التنمية والمخططات الخماسية.