أكد القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط أن الأحداث التي شهدتها تونس مؤخرا تختلف عما وقع في الجزائر من احتجاج ومظاهر شغب، حيث إن احتجاجات شبابنا ''كانت لأسباب اجتماعية من غلاء للأسعار وبطالة''، أما شباب تونس فانتفض لأسباب سياسية دافعها تغيير النظام، وتابع أن أحداث أكتوبر 1988 لن تتكرر مجددا بالجزائر. من جهته، شدد نائب رئيس مجلس الأمة عبد القادر زحالي على ضرورة تجند المناضلين لمواجهة التضليل التي تمارسها الفضائيات الأجنبية بهدف خلق البلبلة، مشيرا إلى وجوب نزول إطارات الحزب إلى الميدان والاحتكاك بالشباب وسماع انشغالاتهم. حديث بلعياط وزحالي جرى مع إطارات الحزب في كل من وهران وغليزان، حيث التقى عضوا المكتب السياسي أكثر من 470 بين منتخب ومناضل أفلاني للحديث عن رسالة الحزب ورؤيته للأحداث الأخيرة، خاصة تزامنها مع ما وقع في تونس وإبراز أوجه الشبه والتباين بين ما عاشه البلدان، حيث رفض بلعياط أي ربط بين ما تشهده تونس وما حدث في الجزائر على مدى عدة أيام، باعتبار الاختلاف في طبيعة الأحداث ومحركيها والغايات منها، وكذا طبيعة النظام نفسه، وهو ما مثل ردا ''غير مباشر'' على عدة أحزاب وشخصيات جزائرية ''هولت'' مما حدث في البلد الجار و''وصفته بالحادثة التاريخية التي قد تغير وجه المنطقة''. وفي السياق، جدد وزير التجهيز والتهيئة العمرانية الأسبق، مساندة الجبهة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتزامها القاطع بإنجاح برنامج التنمية الخماسي 2010.2014 كما عرج بلعياط على المسار الذي قطعته الجزائر منذ الثورة التحريرية معرجا على معركة التنمية بعد الاستقلال وصولا عند أحداث 5 أكتوبر 1988 التي عصفت بالبلاد وما تلاها من عنف ودمار خلال العشرية السوداء، كما مذكرا بإنجازات الحزب العتيد ومساهماته في البناء والتشييد منذ الاستقلال. كما تطرق بلعياط إلى ما حققته الجزائر منذ تولي رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة زمام السلطة سنة 1999 والبرامج التنموية الضخمة التي خصصت للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، معتبرا أن الأفلان ''فوق كل اعتبار''. كما شدت مداخلة عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب والطلبة، ونائب رئيس مجلس الأمة عبد القادر زحالي، انتباه الحاضرين في كل من وهران وغليزان، حيث تطرق إلى البرنامج المسطر من قبل قيادة الحزب بهدف توعية الشباب من مخاطر الاحتجاج بطريقة عنيفة والاستماع إلى انشغالاتهم وفتح مجال الحوار معهم، كما شدد على ضرورة تجند المناضلين لهذه المهمة ومواجهة عمليات التضليل التي تمارسها بعض الفضائيات، وكذا التجند لحماية الممتلكات العمومية والخاصة حفاظا على المكتسبات المحققة، داعيا الحكومة إلى التعجيل بالتكفل بانشغالات الشباب لا سيما في مجالي التشغيل والسكن من خلال قرارات جريئة ومسؤولة. كما تطرق زحالي إلى الانتخابات القادمة، حيث شدد على المنتخبين على ضرورة استقبال المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم خاصة فئة الشباب، داعيا أمناء القسمات إلى فتح المجال على مصراعيه أمام عنصري الشباب والمرأة اللذين يعتبران رهان الحزب في المرحلة القادمة، ومنها أعاد نائب رئيس مجلس الأمة التذكير بالتوصيات والقرارات التي تبناها المؤتمر التاسع للحزب وأكدت عليها اللجنة المركزية في دوراتها الثلاث وفي مقدمتها فتح أبواب الحزب أمام الشباب وكذا العمل على انتشار الحزب وتجذره استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، داعيا المناضلين إلى توحيد الصفوف والعمل على تقوية الأفلان من خلال النضال الذي يخدم الجزائر بدرجة أولى والحزب بدرجة ثانية.