تركت امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ارتياحا كبيرا لدى التلاميذ الممتحنين وأوليائهم، وسلّموا كلهم بأن أسئلة الامتحانات كانت في متناول الجميع، ممّا جعلهم يتوقعون بتفاؤل كبير نجاح أكبر عدد منهم في هذه الدورة، دون المرور بالدورة الاستدراكية المقرر إجراؤها يوم 26 جوان الداخل، ويبدو أن وزير التربية الوطنية نفسه يأمل في تسجيل هذا الارتياح. مثلما كان متوقعا من قبل المتتبعين، ومثلما هي الآفاق المحددة من قبل وزارة التربية، كانت أول أمس أسئلة امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي في متناول جميع التلاميذ، وقد أجابوا عنها في الفترتين الصباحية والمسائية من يوم أول أمس بكامل الارتياح، وسهولة الأسئلة شملت المواد الثلاث التي امتحنوا فيها: اللغة العربية، والرياضيات، والفرنسية. وبناء عليه، يتوقع وفق من تقرّبت منهم »صوت الأحرار « أن ينجح في هذه الدورة أكبر عدد من التلاميذ الممتحنين، دون المرور بالدورة الاستدراكية المقررة التي ستجري يوم 26 جوان الداخل، الخاصة بالتلاميذ المُتعثرين في امتحانات الدورة الأولى، ويبدو أن السهولة الواردة في أسئلة هذه الامتحانات، هي سهولة مبرمجة وهادفة، وأن وزارة التربية هي نفسها التي حرصت وتحرص عليها، لأن الهدف من هذه الامتحانات واضح وبيّن، وهو إنجاح أكبر عدد ممكن، ومن غير المعقول، أو المقبول أن يُحاسب التلميذ الصغير، وهو في هذه السن، مثلما يُحاسب في بقية المراحل التعليمية الأخرى القادمة. فالتلميذ في هذا العمر قاصر، وغير مؤهل، ويجب الأخذ بيده في التربية والتعليم حتى »يشتد عوده« بعض الشيء، لا أن يتسرب من المدرسة في وقت مبكر، وهذا ما تحرص عليه وزارة التربية الوطنية منذ سنوات ضمن إطار ديمقراطية وإلزامية ومجانية التربية والتعليم. والدورة الاستدراكية الثانية المقرر إجراؤها يوم 26 جوان، الذي ندخل يومه الأول غدا خير دليل على ما تسعى وزارة التربية الوطنية إلى تحقيقه، وهو إنجاح أكبر عدد ممكن من الممتحنين، ووزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد نفسه كان صرّح في أكثر من مرة، أن امتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي هي امتحانات عادية كسائر الامتحانات، ومدلولها هو أصلا في تسميتها، فهي لا تعني الحصول على شهادة رسمية، بل تعني المرور من مرحلة تعليمية إلى مرحلة أخرى )من الابتدائي إلى المتوسط(، وأنه من واجب الوزارة أن تحرص على نجاح أكبر عدد ممكن. وهذا ما استشفته بالفعل »صوت الأحرار« من خلال تصريحات بعض الأولياء الذين رافقوا أبناءهم إلى مراكز الامتحانات، نذكر منهم الأب عمر .د الذي أوضح أن الأولياء صبيحة الامتحان كانوا أكثر قلقا على أبنائهم، وعاشوا اليوم، ولاسيما الصبيحة على أعصابهم، وقد تجمعوا منذ الصباح الباكر رفقة أبنائهم في حشود ملحوظة، توحي لمن يراهم أنهم هم الذين سيُمتحنون وليس أبناؤهم. ورغم أن الامتحان شمل كامل الفترة الصباحية والمسائية، إلا أن الأغلبية الساحقة للأولياء لم تغادر مواقعها، وكثير منهم تغيّبوا عن العمل، وانتظروا انتهاء الفترة المسائية وهم في قلق كبير. وما إن اكتملت الامتحانات يضيف عمر. د حتى استبشر الأولياء بإمكانية نجاح أبنائهم، نظرا لسهولة ومعقولية الأسئلة، التي مثلما قال كانت في متناول جميع التلاميذ. ومن جهته ش. يوسف أكد أن الأسئلة كانت في متناول الجميع، وأسهل من أسئلة الاختبارات الفصلية العادية، بحيث أنهم وفق ما قال لم يجدوا فيها أية صعوبة في الإجابة عنها، وربما كانوا استفادوا من الامتحان التجريبي، الذي أجروه قبل أيام.