أكد الدكتور محمد لعقاب أهمية وسائل الاتصال الحديثة في العمل السياسي في الوقت الراهن مبرزا أن العملية الاتصالية تنطوي تحت مؤثرات لابد منها لإتمامها، وقال أنه إذا رغب شخص في جمع الناس حوله على العملية الاتصالية أن تكون متواصلة. قال الدكتور لعقاب في محاضرة له خلال ندوة جهوية تكوينية للشباب وطلبة الأفلان يعين تموشنت أن »هناك من يرى أن للإتصال قدرة سحرية في التأثير وهناك من يرى أن الإتصال لديه قدرة محدودة أو نسبية باعتبار أن هناك وسائل أخرى تمارس تأثيرها إلى جانب وسائل الإعلام مثل الأسرة والشارع والمسجد والمدرسة وغيرهم«، مضيفا أنه عندما نرغب في استقطاب الناس وجمعهم حول فكرة أو برنامج أو شخص، فإن عملية الاتصال يجب أن تكون متواصلة، بهدف تنشئة الناس ثقافيا أو سياسيا وهو ما يحتاج إلى النفس الطويل والتدرج. وأشار المحاضر إلى أن هناك الكثير من الدراسات تقول إن التأثير لا يتم دفعة واحدة، بل على مراحل، فكلما تعرض الناس لأفكارنا أكثر كلما تأثروا بها أكثر، ملفتا إلى الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في العمل السياسي، وقال إن عدة دراسات أكاديمية أبرزت الدور الذي لعبه الراديو في الحرب العالمية الثانية، وبعده الدور الذي لعبه التلفزيون في الستينيات، مبرزا دور الانترنت ولواحقها مثل شبكات التواصل الاجتماعي في العمل السياسي في الوقت الراهن. وفي شرحه لمفهوم الإتصال، أوضح لعقاب أنه تبلغ أو تسوّق فكرتك أو نفسك أو حزبك للآخرين، حيث أنه هناك مستهدف وهناك هدف، فالإتصال -حسبه- ليس عملية عبثية ولا ارتجالية ولا عشوائية، بل مدروسة ومخططة. إذ أن كثيرا من الدول أنشأت فضائيات تلفزيونية وإذاعية بعدة لغات لاستهداف شعوبا أخرى بهدف تحقيق التأثير المطلوب. واستطرد قائلا »لا يكفي توفر وسيلة الإتصال ليحدث التأثير، لكن يجب أن تتوفر شروط مقبولة في المرسل سواء كان صحفيا، محافظا، عضو مكتب سياسي ... لكي يحدث التأثير، لأن شخصا غير محبوب معناه رسالة ضائعة، أي لا تصل للمتلقي«.