دخل سكان حي بوفريزي الفوضوي، بأعالي باب الوادي بالعاصمة أمس، في اشتباكات عنيفة مع مصالح الأمن احتجاجا على إقصائهم من برنامج إعادة الإسكان الذي باشرته مصالح ولاية الجزائر مؤخرا، بحيث أقدموا على إضرام النار في العجلات المطاطية وقطع الطريق المؤدي إلى شوفالي. طوقت مصالح الأمن في الساعات الأولى من صباح أمس، كل أنحاء منطقة تريولي بباب الوادي بعد اندلاع موجة من الاحتجاجات العنيفة لسكان حي بوفريزي الفوضوي للمطالبة بحقهم في الإسكان على غرار باقي سكان العاصمة. وحسب ما أكده السكان ل »صوت الأحرار« فإنهم خرجوا للشارع للاحتجاج، مفضلين تبني لغة العنف للفت انتباه المسؤولين لمعاناتهم بعد أن ضاقت بهم السبل وعدم جدوى الاحتجاجات السلمية التي قاموا بها مرارا وتكرارا مع استمرار السلطات في تجاهلها لهم، والتي قامت حسب زعمهم بترحيل من هم أقل تضررا منهم، مؤكدين عزمهم على مواصلة الاحتجاج إلى حين إيجاد حلول جدية لحل معضلة السكن التي يعانون منها منذ سنوات خاصة وأنهم مهددون بفيضان الوادي الذي يقيمون بمحاذاته في أي لحظة. وبعين المكان، لوحظ التواجد الأمني المكثف لقوات مكافحة الشغب لمنع اتساع رقعة العنف تحسبا لانزلاقات أمنية بالمنطقة التي تشهد سلسلة من أعمال الشغب، بحيث تعاملت مصالح الأمن بمرونة مع المتظاهرين الذين صبوا عليهم وابلا من الحجارة وفضلت الرد عليهم بنفس الطريقة دون استعمال القوة أو القنابل المسيلة للدموع، وقالت مصادرنا أن الاشتباكات لم تسفر عن وقوع أي جرحى بين المتظاهرين وقوات الأمن أو اعتقالات. وشهدت حركة المرور حالة من الجمود بمنطقة باب الوادي والمناطق المحيطة بها بعد غلق كل الطرقات والمنافذ المؤدية إلى مكان التوتر مما أثار حالة من الاستياء لدى المواطنين وأصحاب المركبات خاصة منهم سائقو حافلات النقل العاملون على الخط الرابط بين شراقة –تافورة بعد أن أجبروا على التوقف عن العمل إلى حين هدوء الأوضاع. يذكر أن المنطقة عرفت سلسلة من الانزلاقات الأمنية منذ أن باشرت مصالح ولاية الجزائر عملية إسكان أزيد من 3200 عائلة قبل نحو أسبوعين والتي كانت الشرارة الأولى لانطلاق الاحتجاجات بشأنها، حي ديار الكاف وبوفريزي وجنان حسان وديار الشمس وغيرها من الأحياء.