أفاد، أمس، عضو قيادي بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن قيادة المركزية النقابية برئاسة الأمين العام، عبد المجيد سيدي السعيد، أعطت توجيهات لمختلف الفروع النقابية المنتشرة عبر الوطن مفادها تجنب الاحتجاجات عشية التشريعيات بهدف، كما قال، »عدم استغلالها من قبل أعداء الجزائر« في التشويش على هذا الموعد الانتخابي وكذا توفير الجو للعمال للاطلاع على البرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تتقدم بها الأحزاب ومنه »تمكينهم من اختيار ممثليهم على أساس واقعي«. وحسب العضو القيادي الذي تحدث إلينا، فإن أعضاء الأمانة الوطنية بما فيهم الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد كثيرا ما يُشددون خلال الاتصالات اليومية التي تجمعهم مع الأمناء العامين لمختلف الفروع النقابية المنتشرة عبر أنحاء الوطن على ضرورة تجنب الاحتجاجات عشية الانتخابات التشريعية وتأجيل أي خطوة في هذا المجال إلى ما بعد هذا الاستحقاق الوطني، وهو أمر، يقول، تفهمه الجميع ولذلك لم تُسجل لغاية الآن أي حركات احتجاجية من قبل الفروع النقابية بالرغم من وجود بعض التذمر ببعض المؤسسات. وحول التصعيد الذي تشهده منذ أيام الجبهة الاجتماعية والذي تتبناه النقابات المُستقلة على رأسها نقابات قطاعي الصحة العمومية والتربية الوطنية، أورد مُحدثنا أن لكل تنظيم نقابي الحرية الكاملة في النشاط الميداني ويتحمل مسؤولية ذلك، موضحا أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين لا يُريد ترك الفُرصة لأي كان كي يستغل تحركاته لضرب استقرار البلاد سيما في الظرف الحالي وهو ما جعله يُؤجل أي نشاط من هذا النوع إلى ما بعد الانتخابات. ومعروف أن العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي الذي يجمع الحكومة، الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل يشمل التزام الطرف الاجتماعي ممثلا في المركزية النقابية بضمان التهدئة الاجتماعية طيلة سنوات العقد مُقابل قيام كل من الحكومة و»الباترونا« بالمهام التي التزما بها. في سياق متصل، وبخصوص التجمعات التي يُنتظر أن يُنشطها الاتحاد العام للعمال الجزائريين في إطار الحملة الانتخابية والتي تهدف إلى دعوة العمال والمواطنين إلى المُشاركة القوية في هذا الاستحقاق، أورد العضو القيادي الذي تحدث إلينا، أن العملية ستنطلق الأسبوع المقبل ولا يُستبعد أن تنطلق من الجنوب الجزائري وبالضبط من ولاية تمنراست التي ستشهد الاحتفالات الرسمية لعيد العمال المُصادف ل1 ماي من كل سنة. يُذكر أن أحد الأعضاء القياديين بهذه المنظمة النقابية أورد مُؤخرا في تصريحات ل»صوت الأحرار« أن الاتحاد العام »لن يقف موقف المتفرج كلما دعت الضرورة للوقوف مع المصلحة العليا للبلاد«، وسيعمل على تحذير العمال من المخاطر التي تُحاط بالبلاد ودعوتهم إلى المُشاركة القوية في الانتخابات واختيار مُمثليهم بكل حرية، وأنه سيعمل على معالجة مطالب ومشاكل العمال بالتي هي أحسن وعبر إتباع مسار الحوار والتشاور في الأطر القانونية لأن استعمال الطرق الأخرى لن تعود بالفائدة على الطبقة الشغيلة.