كشف أمس وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أن 12 ألف تلميذ بغرداية هم محرومون من الدراسة، بسبب الفيضانات والسيول الأخيرة، التي اكتسحت المدينة، وقال الوزير أن رئيس الحكومة مع عدد من الوزراء متواجدون في غرداية من أجل مواساة المنكوبين وإيجاد الحلول المناسبة، للوضعيات المختلفة التي خلفتها هذه الفيضانات والسيول. هارون.م.س وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد أكد صباح أمس في الحفل الذي أقيم في المكتبة الوطنية بالحامة في العاصمة إحياء لليوم العالمي للمعلم أن الحكومة عازمة على إيجاد الحلول المناسبة لسكان غرداية والأوضاع الجديدة المنجرة عن الفيضانات والسيول الأخيرة التي أصابت غرداية، وقد قام مثلما قال رئيس الحكومة مع عدد من الوزراء أمس بزيارة ومعاينة المناطق المنكوبة، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة، وكان وزير الداخلية يزيد زرهوني قد زار غرداية في فاتح أكتوبر الجاري، وعاين كافة المناطق المتضررة من الفيضانات والسيول، واتخذ باسم الحكومة جملة من الإجراءات المناسبة. ومن جهته وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد اجتمع زوال أمس بالأمناء العامين لوزارات الداخلية، التضامن الوطني، العمل، وقد نوقشت أوضاع المناطق المنكوبة والمنكوبين من جميع الجوانب، واتفقت هذه الوزارات المعنية جميعها على ضرورة التنسيق التام فيما بينها من أجل إحداث الإغاثة المطلوبة، ومعالجة الأوضاع من جمع الجوانب. وأكد الوزير أن نسبة 10 بالمائة من التلاميذ عاطلين عن الدراسة من بين العدد الإجمالي لتلاميذ ولاية غرداية و ذلك جراء الفيضانات الأخيرة، ولدى تطرقه إلى المناطق التي بها المؤسسات التربوية العاطلة عن العمل جراء هذه الفيضانات أوضح أن عددها 24 مؤسسة تربوية عاطلة عن العمل منها 16 مؤسسة تربوية بمدينة غرداية و مؤسستين (2) في العاطف إلى جانب مؤسسة واحدة بمنطقة بنورة وكذا (5) مؤسسات في متليلي. وعن نمط هذه المؤسسات المعطلة أشار بن بوزيد إلى سبعة عشر (17) مؤسسة ابتدائية و ستة متوسطات (6) و ثانوية واحدة. وفي هذا الشأن أكد الوزير أن والي غرداية قرر بالتنسيق مع الجهات المعنية إيقاف الدراسة بمدينتي غرداية والعاطف لمدة أسبوع لعدم التمكن - كما قال - من تنظيم دروس بهاتين المنطقتين جراء هذه الفيضانات. وانطلاقا من الأرقام المحصل عليها من غرداية، قال الوزير بن بوزيد أن 12 ألف تلميذ هم الآن محرومون من الدراسة، وسنتخذ الإجراءات اللازمة لتمكينهم من مواصلة تمدرسهم وفق التعليمات التي أعطاها رئيس الجمهورية، وحتى وإن لم يذكر الهياكل المدرسية التي تضررت فإن المعلومات الواردة من عين المكان تفيد أن العديد منها هو بحاجة إلى إعادة تهيئة وترميم، ومن دون شك سوف تخص وزارة التربية المناطق المنكوبة بالعناية التامة، وتحاول قدر المستطاع أن تمكنهم من استئناف التمدرس في أقرب الآجال، وهذا هو السبب الذي حتم على وزير التربية الاجتماع أمس بالأمناء العامين لعدد من الوزارات. وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم، أوضح بن بوزيد أن هذا الأخير هو الأساس في أي عمل تربوي، وكل شيء في الإصلاح يقوم عليه، له واجبات وحقوق، هو الركيزة الأساسية في العملية الإصلاحية، سواء تعلق الأمر بالكتاب أو بالتأطير أو بالتسيير. وقال بن بوزيد في نفس السياق: الأستاذ هو بيت القصيد في كل ما نقوم به. وأعاد التذكير بنوع من الافتخار بالمنجزات المحققة التي قال عنها أن اليونسكو وعدة دول إفريقية تحدثت عنها، وهذا كله مثلما أضاف راجع إلى ما يقوم به الأساتذة والمعلمين من جهد . وذكر بالنسبة المحققة في مجال التمدرس، حيث قال إن نسبته بلغت السنة الماضية 5.97 بالمائة، وأن نسبة الدارسين في التعليم التحضيري بلغت هذه السنة70 بالمائة. كما ذكر بالكتاب المدرسي،الذي مثلما قال كان مشكلا عويصا من قبل وأصبح هذه السنة في متناول جميع التلاميذ، وقد بلغ عدد الكتب المطبوعة 60 ألف كتاب هذه السنة، وإلى حد الآن ما يقرب من 20 بالمائة من الكتب لم يباع.وكل هذه المنجزات مثلما قال الوزير هي من إنجازات الأستاذ. وذكر الوزير أيضا أن للأستاذ حقوق، يكفلها الدستور والقانون الأساسي الذي يصدر لأول مرة منذ الاستقلال حتى الآن، وقد كان ممثلا من قبل بأمرية 1976 الصادرة في عهدة الرئيس الراحل هواري بومدين. وتذكيرا بالمكانة التي يحتلها الأستاذ في المنظومة التربوية، قال الوزير بن بوزيد: لا نجاح ولا إصلاح للتربية دون حل للمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الأستاذ، وقد صادقت الحكومة على القانون الخاص الذي أعدته الوزارة مع النقابات، دون أي تعديل، وسوف يشرع في تطبيقه، وسوف تحل الكثير من المشاكل، بما فيها الأجر الشهري للأستاذ، وسوف يكون الأستاذ سيد في بلاده وقطاعه، وأنا متضامن معه لإعطائه المكانة الخاصة في القطاع. ووعد الوزير بمعالجة الأجور من جديد بعد صدور القانون الخاص، لكنه في نفس الوقت، قال : لا تسامح مع الشهادة، ومن حق الدولة وقف النزيف وفتح أبواب المستقبل، في إشارة منه إلى معضلة الأساتذة المتعاقدين. ونشير إلى أن مديريات التربية الثلاث بالعاصمة: شرق،وسط ، غرب قد قدمت جوائز تكريمية بالمناسبة لعمال القطاع، أشرف عليها وزير التربية نفسه مع المديرين المعنيين الثلاث، الأساتذة : رشيد بولقرون،سليمان مصباح وساعد زغاش.