حرص عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي الذي شارك أمس في حلقة النقاش التي نظمتها "صوت الأحرار" حول العدوان الإسرائيلي على غزة على عقد مقارنات بين ما يجري في الساحة الفلسطينية والتجربة الجزائرية في الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي، واعتبر مهري أن الأهم في هذه المرحلة بالنسبة للفلسطينيين هو الاتفاق على استراتيجية مواجهة العدو الإسرائيلي لأن الإشكال ليس في تنوع التيارات الفلسطينية، مستشهدا بالوضع الجزائري خلال الاحتلال الفرنسي وما كانت عليه الحركة الوطنية من تيارات سياسية واديولوجية متنوعة لكن كان هناك إجماع على تعريف الاحتلال على أنه حالة حرب مزمنة وأن استراتيجية المواجهة تجمع بين الكفاح المسلح والتفاوض، وهو ما يجب أن يذهب إليه الفلسطينيون اليوم من وجهة نظر مهري، فهذه الإستراتيجية هي التي كانت وراء نجاح الكفاح المسلح وتحقيق النصر على أعتى قوة استعمارية آنذاك، خاصة وأن المقاومة الفلسطينية من وجهة نظر مهري تتوفر على إمكانيات تسلح تفوق ب100 مرة ما كان متوفرا لدى الجزائريين عند إعلان ثورة الفاتح نوفمبر. وأكد مهري إلى أنه ورغم اختلاف الظروف إلا أن الثورة الجزائرية ستظل المثال الأقرب لما يحدث في فلسطين، مشيرا إلى أن الجزائر كانت بصدد مقاومة أعتى قوة استعمارية آنذاك وهي فرنسا التي كانت مدعومة من الحلف الأطلسي، تماما مثلما هو الحال الآن بالنسبة لإسرائيل التي تدعمها الولاياتالمتحدة، كما اعتبر مهري اشتراط وقف إطلاق النار كشرط للتفاوض يعكس عدم الجدية في التفاوض، مذكّرا بأن الجزائر رفضت كل المحاولات الفرنسية لإجبار الجزائر على وقف المقاومة قبل الذهاب إلى المفاوضات حتى بعد إعلان ديغول عن هدنة من طرف واحد، واستشهد مهري بما جاء في مذكرات ديغول التي اعترف فيها بمحاولة زعزعة الثورة الجزائرية من خلال فرض هدنة على جبهة التحرير الوطني.