اتفق الفقهاء ورجال الدين على أن المظاهرات والمسيرات الشعبية المستعرة نارها منذ أول يوم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نوع من أنواع الجهاد، ودعوا إلى ضرورة توحيد الفتاوي لنصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستنكرين التصريحات التي طعنت في الانتفاضات الممتدة من مشارق الأرض إلى مغاربها ضد المنكر الذي يقترفه الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين. أبرز الفقهاء المشاركون في "ضيف التحرير" أهمية المظاهرات والمسيرات الشعبية المتواصلة لمناصرة والتضامن مع سكان قطاع غزة بفلسطين، حيث استشهد الشيخ أبو عبد السلام بالحديث النبوي الشريف الذي يقول" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، وأكد أنها تعد من أساليب التعبير الرافضة للمنكر الذي يقترفه الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، ولم يتوقف الشيخ عند هذا الحد بل راح ليشير إلى أن المظاهرات تعتبر نوعا من أنواع الجهاد. أما نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين عمار طالبي فقد أوضح أن الدور الذي يلعبه المتظاهرون الرافضون لإبادة الشعب الفلسطيني على يد الصهاينة من شأنه أن يغيّر من مواقف حكامهم بالاستجابة إلى المطالب التي يرفعونها خلال المظاهرات من جهة وحث العدو الإسرائيلي على إيقاف المجازر التي يرتكبها في حق الأبرياء في قطاع غزة والدفع بالأنظمة المتعنتة لمراجعة مواقفها من جهة أخرى. إلى ذلك اتفق البروفيسور سعيد شيبان لتبني أسلوب التظاهر إلا أنه أكد أن الأمر لايتوقف عند هذا الحد فقط بل طالب الشعوب العربية والإسلامية لتطوير مظهر التظاهر الشعبي وإظهار إرادة أقوى وإسماع أصواتها الرافضة للعدوان الإسرائيلي الهمجي بشكل واضح من خلال مقاطعة الدولة العبرية اقتصاديا والعمل على الترويج ونشر قائمة الشركات الاقتصادية اليهودية والكف عن تقوية المصانع التي يديرها الصهاينة. من جهته، اعتبر ممثل المجلس الإسلامي الأعلى محفوظ سماتي أن الهبة الشعبية التي عبر عنها كل العرب والمسلمون في مختلف بقاع العالم أعطت لإسرائيل درسا في التلاحم بين أبناء الأمة العربية والإسلامية جمعاء رغم الحدود الجغرافية التي تقسم الجسد العربي والإسلامي. ودعا جميع الحاضرين في الندوة إلى ضرورة توحيد الفتوى الإسلامية حول القضية الفلسطينية من منطلق أنها قضية كل المسلمين، كما استنكروا تصريحات مفتي السعودية الذي قال عن المظاهرات الشعبية بأنها " غوغائية وضوضاء لا خير منها"، إلى درجة أن ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف محمد الشيخ راح ليصف موقف رئيس هيئة كبار العلماء ب"الصوت النشاز"، مطالبا بمحاربة مثل هذه الأصوات. وفي هذا السياق، دعا الأستاذ محمد الشيخ العالم إلى تحسس هموم شعبه، واستند في ذلك إلى مقولة الشيخ محمد الغزالي" الذي يدرك هموم شعوبه، يجد ما يتكلم فيه".