دعا عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية القادة العرب المجتمعون في قمة الكويت أن لا يخذلوا صمود الفلسطينيين في غزة وأن يقفوا في صف المقاومة، قائلا" لا يسمحوا لإسرائيل أن تحقق بالتفاوض ما عجزت عن تحقيقه بقوة السلاح"، كما وجه بلخادم انتقادات غير مباشرة للسلطة الفلسطينية بالقول"التضحيات تاج على رؤوس الشرفاء ليميز بين من يضحي ومن يرتقب جني الثمار بتضحيات الآخرين"، على صعيد آخر أعلن القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم عن الصندوق الكشفي العربي لدعم غزة والذي ستتولى إدارته الجزائر. تحول اللقاء العربي ال11 للمفوضين الدوليين ومساعديهم للحركة الكشفية العربية المنعقد أمس بالجزائر والذي حضره وزراء وممثلون لتنظيمات المجتمع المدني وسفير دولة فلسطين وممثل حركة حماس، إلى منبر دعم وتأييد للمقاومة في فلسطين، حيث أعلن القائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم في مداخلته الافتتاحية عن إنشاء صندوق عربي كشفي لدعم أطفال غزة بمبادرة من الجزائر تبنتها الدول ال14 المشاركة في اللقاء، وقال إن اعتماد الصندوق رسميا سيكون في اجتماع مرتقب في 28 جانفي الجاري بالقاهرة للجنة التنفيذية للمنظمة الكشفية العربية، وأكد بن براهم أن الجزائر ستتولى تسيير الصندوق، وأن رسوم الاشتراك المتعلقة بهذا اللقاء الكشفي العربي بالجزائر والمقدرة بما يفوق 11 ألف دولار أمريكي ستكون أول ما يودع في هذا الصندوق من أموال تضامنا مع أطفال غزة،كما رافع بن براهم لصالح تعزيز وإعادة بعث القومية العربية، ودعا إلى دعم مبادرات التبادل بين الشباب العربي. أما عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في مداخلة ارتجالية ألقاها بالمناسبة فقد جدد دعم الجزائر المطلق للمقاومة الفلسطينية، معربا عن أمله في أن تتوج أشغال القمة العربية المنعقدة بالكويت بقرارات في مستوى تطلعات الشعوب المساندة للشعب الفلسطيني في غزة والمقاومة الفلسطينية، ومن وجهة نظر بلخادم فإن الفاجعة كبيرة في غزة لكن "للحرية ثمن" مثلما يؤكد بلخادم الذي قال إن من أبشع الصور التي شاهدها منذ بداية العدوان هي صورة بثتها إحدى الفضائيات أمس الأول لسواح إسرائيليين مع أطفالهم يقفون على مشارف غزة، يتفرجون على مأساة أطفال آخرين فلسطين، وأضاف بلخادم قائلا " هؤلاء ماتت ضمائرهم، وانتمائهم لكيان البشر، ونحن مطالبون بتعرية هذا الكيان في المحافل الدولية ومن خلال الكتابات والصور لأنه كيان غاضب ومتوحش لا يعرف حدودا للأخلاق أو القانون أو الشعور الانساني". وخاطب بلخادم الحضور قائلا "لا تحزنوا على فلسطين ، فهي بألف خير ما دام هناك فلسطيني لديه الجاهزية للتضحية"لأن النصر حسب بلخادم يأتي بعد التضحية والصمود، كما أكد بلخادم أن لا خوف على الوحدة الفلسطينية لأن المقاومة في غزة لا تعترف بالألوان السياسية وستفرض على القادة السياسيين توحيد الكلمة، وفي المقابل فإن التخوف الذي يفرض نفسه حقيقة هو أن يخذل هذا الصمود، وأن يحقق العدو عن طريق السياسة ما لم يتمكن من تحقيقه بآلة الدمار، مشددا في ندائه إلى القادة العرب ضرورة توحيد الصف العربي حفاظا على مكاسب الصمود الفلسطيني ودعم المقاومة ومطالبها المتمثلة في الانسحاب الكامل للكيان الصهيوني من غزة، فتح المعابر، ورفع الحصار، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم، وفي رسالة غير مباشرة للسلطة الفلسطينية وفي حضور سفيرها بالجزائر، ذهب بلخادم إلى القول "إن التضحيات تاج فوق رؤوس الشرفاء ليميز بين من يضحي ومن يترقب جني الثمار بتضحيات الآخرين". كما أشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله في مداخلته إلى البعد الإسلامي والعربي للكشافة، مشددا على أهمية تربية الناشئة على قيم ثابتة وهي حب الله وحب الوطن وحب التضحية وتعزيز الشعور القومي العربي، وقال إن الشعوب العربية استيقظت على نكبة غزة ونتمنى أن تستمر هذه اليقظة"، منددا في المقابل بما أقدمت عليه إسرائيل من مجازر قائلا "إننا نكتوي بنار الهمجية الصهيونية في أجسامنا وقلوبنا، مضيفا أن هذه الهمجية قد تذيب الأجسام ولا تذبب المبادئ والمقاومة صامدة، ودعا الفلسطينيين إلى استخلاص العبر وتوحيد جبهة المقاومة. أما عامر أبو أحمد مدير مركز دراسات الأقصى وممثل حماس في الجزائر وفي تصريح للصحافة فقد أشاد بالمبادرة الجزائرية في دعم غزة، واعتبر الإعلان عن هذا الصندوق الكشفي لدعم غزة موقف عظيم لا يستغربه من الجزائر التي كانت دوما إلى جانب فلسطين، معربا عن أمله في أن تصل هذه المساعدات لأصحابها، قائلا "ستصل المساعدات إذا أخذت مسارها الصحيح" وفي توضيحه للمقصود بالمسار الصحيح أجاب"أن تذهب إلى قطاع غزة وإلى الحكومة الفلسطينية الشرعية".