أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان أمس أنه وجه تعليمات إلى منتخبي الحزب للشروع في توقيع الاستمارات لصالح ترشح عبد العزيز بوتفليقة على مستوى المجالس المنتخبة ومقرات المحافظات والقسمات بعد 48 ساعة من إعلان ترشح بوتفليقة للرئاسيات، وأن ينخرطوا بعدها في عملية جمع توقيعات الناخبين المسجلين في القوائم الانتخابية. تطرق الأمين العام للحزب العتيد في مداخلته أمس أمام المنتخبين المحليين الذين التحقوا بالأفلان قادمين من تشكيلات سياسية أخرى ومن قوائم المترشحين الأحرار إلى جملة من القضايا الحزبية والوطنية، مستغلا الفرصة لتقديم توجيهات عامة للمنتخبين العائدين مجددا إلى بيتهم الأصلي بعد أن غادروه خلال الاستحقاقات المحلية الأخيرة، وللمنتخبين الذين اختاروا تلقائيا الالتحاق بالحزب إيمانا بخطه وبمبادئه، وأوضح بلخادم أن اللقاء الذي جمع 115 منتخبا محليا من بعض الولايات بحضور أعضاء أمانة الهيئة التنفيذية ورئيس لجنة المنتخبين العياشي دعدوعة، هو خطوة أولى ستكون متبوعة بلقاءات أخرى للمنتخبين الذين يتوافدون على الحزب، لكن القيادة ارتأت إرجاء العملية إلى ما بعد الاستحقاقات المقبلة. وفي سياق ذي صلة عاد بلخادم للرد على الأصوات التي انتقدت فتح الأفلان أبوابه للمنتخبين القادمين إليه من تشكيلات سياسية أخرى، قائلا"هناك من يلومنا ويتهمنا بأننا نشجع الترحال السياسي ونحن نقول له كل من يؤمن ببرنامج الحزب مرحبا به"، كما وجه بلخادم رسالة ضمنية إلى أولئك المعترضين في إشارة منه إلى أن أحد أسباب الترحال السياسي هو الاختلاف في الفكر والطرح والرأي، وقال "إنه من وجهة النظر الديمقراطية يفترض أن نترك للغير حرية القرار والتعبير"، مؤكدا أن الأفلان "لا يقمع أحدا إلا من قمع نفسه بسلوكه الشائن المسيء لنفسه ولحزبه ولوطنه" بينما الاختلاف في الرؤى وفي الطرح هو ثراء للحزب. وأضاف بلخادم أن الأفلان لا يعترض على مقترح العمل لوضح حد للترحال السياسي مثلما تطالب به الأمينة العامة لحزب العمال لكن يجب العمل في إطار مقنن من خلال قانون المنتخب وقانون النائب، مشيرا إلى أن الحديث على وضع حد للترحال السياسي يجب أن يكون مسبوقا بنشر الثقافة السياسية في الأوساط الشعبية والتي تسمح للناخبين بالانتخاب على أساس البرامج وعلى أساس العناوين السياسية وليس على أساس أسماء الأشخاص مثلما هو الحال، مستشهدا بالحالات التي فازت فيها أحزاب سياسية في بلديات لا يملكون فيها قواعد نضالية لسبب بسيط هو ترشح أسماء غاضبة من الأفلان في صفوفها، وهي الأسماء التي ارتأت العودة مجددا إلى أصلها. وفي التوجيهات التي قدمها بلخادم للمنتخبين الملتحقين بصفوف الحزب العتيد أشار إلى أن المنتخب في الأحزاب العصرية هو واجهة الحزب، وأن مواقفهم وسلوكاتهم وتعاملهم مع المواطنين هي ما يحدد صورة الحزب، لأن دوره لا يقتصر على تثبيت الثقة الممنوحة له من قبل الناخبين وإنما في قدرته على تلميع صورة الحزب، مشددا على المنتخبين بالسعي للتقرب من الناخبين والإصغاء لانشغالاتهم وتوعيتهم بما هو حق لهم وما ليس من حقهم، ودعا إلى ضرورة التعامل مع جميع المواطنين على قدم المساواة بغض النظر على اللون السياسي لكل منهم، أما بالنسبة لعلاقة المنتخب بالإدارة الوصية فقد أكد على ضرورة احترام القوانين التي تضبط هذه العلاقة والالتزام بها واتقاء الشبهات في تسيير المال العام. وفي تطرقه لصلاحيات المنتخب المحلي والمهام التي يحددها قانوني البلدية والولاية، أشار بلخادم إلى أن هذه المهام لم تعد تتماشى مع الإمكانيات المتوفرة في الوقت الحالي للمجالس المنتخبة وقال إن أزيد من 1300 بلدية تعاني عجزا ماليا لا تقدر حتى على توفير مرتبات المستخدمين، وأكد المتحدث أن الحكومة ستعرض بعد الرئاسيات المقبلة مشروع قانوني البلدية والولاية وأن نواب الحزب في البرلمان وعند مناقشة المشروع سيحرصون على إدخال التعديلات التي اقترحها فوج العمل الذي نصبه الحزب قبل سنتين لدراسة القانونين وتقديم مقترحات بشأنهما، كما أكد بلخادم أن بعد الرئاسيات ستضع الحكومة منظومة جديدة للجباية المحلية. كما حرص بلخادم على تقديم توجيهات للمنتخبين الملتحقين بالأفلان للانخراط في حملة التعبئة الشعبية للاستحقاقات الرئاسية المرتقبة بعد أسابيع معدودة لدفع المواطنين إلى تسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية، مؤكدا عليهم بضرورة التوجه إلى هياكل الحزب القاعدية أي المحافظات والقسمات لتوقيع الاستمارات الخاصة بترشح عبد العزيز بوتفليقة بعد 48 ساعة من إعلان هذا الأخير ترشحه للسباق الرئاسي، والمشاركة بعدها مباشرة في عملية جمع توقيعات المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية لجمع أكبر عدد من التوقيعات لمرشح الحزب يفوق عدد التوقيعات التي قدمها في رئاسيات 2004.