حل الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس بالعاصمة الإريترية أسمرا في أول زيارة خارجية مفاجئة للبشير منذ صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه. وظهر الرئيس السودانى والوفد المرافق له بمطار العاصمة الاريترية"اسمره ،حيث كان في استقباله الرئيس الإريتري أسياسى أفورقي وسط مظاهر إحتفالية حيث اصطفت فتيات ونساء على الجانبين وألقوا بالورود على الرئيس السوداني عدما رافقه الرئيس أفورقي إلى قاعة استقبال كبار الزوار بالمطار. وأكد وزير الإعلام الاريتري علي عبدو أحمد أن "دعوة افورقي للرئيس السوداني هي جزء من النضال الإريتري ضد الهيمنة والسيطرة الخارجية، كما إنها تمثل الحد الأدني للتضامن مع شعب وحكومة السودان. وشدد عبدو أحمد في تصريحات له أمس": "قرار الجنائية الدولية باعتقال البشير هو إهانة للشعوب الأفريقية بالكامل، مؤكدًا أن العالم برمته ضد هذه المذكرة إلا أن هناك من يحاول أن يعبر عنها بشكل ما وهناك من يحاول التحرك من تحت الطاولة واننا نرى ان هذا التضامن ضد الهيمنة والسيطرة". وردًا على سؤال حول تأثير الدعوة الاريترية عن موقفها أمام الغرب، قال عبدو أحمد :" إذا كان المقصود بالغرب واشنطن ومجلس الأمن، فنقول أن هذه المؤسسة الأممية جعلت من نفسها شيئا غير هام بموجب تصرفات وسلوك تتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية. وكان البشير قد غادر الخرطوم ، بشكل مفاجىء في زيارة لم يعلن عنها متوجها إلى اريتريا في أول زيارة له عقب صدور مذكرة التوقيف من الجنائية الدولية تلبية لدعوة من الرئيس الاريتري . وتأتي زيارة البشير لأسمرا بعد يومين من تجديد المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو دعوته للمجتمع الدولي بالمساعدة على اعتقال البشير لدى مغادرته الأجواء السودانية. كما تأتي بعد يومين من إصدار هيئة علماء السودان فتوى تقضي بعدم جواز سفر الرئيس إلى خارج البلاد في ظل الظروف الحالية. وقالت الهيئة إنها ترى أن الدواعي قد تضافرت على عدم جواز سفر البشير لحضور قمة الدوحة المقررة نهاية الشهر الجاري, طالما أن هناك أحدا سواه يمكن أن يقوم بتلك المهمة. وأشارت الفتوى إلى أن تعرض الرئيس البشير لخطر محتمل هو تعريض للأمة كلها للخطر. وكان البشير أكد مجددا تصميمه على الذهاب والمشاركة في قمة الدوحة التي ستنعقد في نهاية الشهر الجاري أيا كانت النتائج. وقال "أن المقصود من وراء قرار المحكمة الجنائية الدولية هو إشاعة الفوضى السياسية فى السودان وتقييد حركته وتحجيم دور السودان الإقليمي في مساندة قضايا أمته العربية والإسلامية وقضايا قارته الأفريقية". وأتهم البشير المحكمة الجنائية الدولية بأنها تسعى إلى خلق جوانتانامو جديد لأفريقيا من خلال قراراتها وأحكامها الجائرة التى تستهدف العديد من القادة الأفارقة. ووجه البشير انتقادات للمحكمة بازدواجية المعايير والتغاضي عن محاكمة مجرمي الحرب الحقيقيين في واشنطن وتل أبيب. ونوه البشير إلى الدور الإسرائيلي في صناعة وإنتاج أزمة دارفور وقال : إن السودان يعاقب بسبب مواقفه في رفض الوجود الصهيوني ووجود القوات الأجنبية في المنطقة ودعمه لحركات التحرير وحقها في الكفاح المسلح لاستعادة حقوقها الشرعية وتحرير أوطانها من الاحتلال الإستعمارى.