توعد المترشح عبد العزيز بوتفليقة، من تبسة، الإرهابيين الذين يرفضون العودة إلى الصف بالمحاربة من طرف الجيش والشعب، مشيرا إلى أن لا قوة في العالم قد تثني الشعب الجزائري عن العيش حرا كريما في كنف الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وعلى صعيد آخر، أوضح المتحدث أن التشييد والأمن يفرضان الاحترام على العدو والصديق، منتقدا اتهام الجزائر بعدم الاكتراث بما يجري في الساحة الدولية. من تبسة وأم البواقي : سهام مسيعد جدد المترشح عبد العزيز بوتفليقة خلال الكلمة التي ألقها في تجمع شعبي نشطه بدار الثقافة محمد-الشبوكي بتبسة خلال اليوم الثالث عشر من الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع من أفريل المقبل، تمسكه بثلاثة محاور أساسية تعهد بمواصلتها في حال إعادة انتخابه رئيسا للبلاد لعهدة رئاسية ثالثة، وهي المصالحة الوطنية، تنمية البلاد، وكذا تحسين صورة الجزائر على الساحة الدولية. "من كان منا فهو منا ومن لم يكن فله الجيش" في المحور الأول والذي يتعلق بمواصلة مسعى السلم والمصالحة الوطنية، أكد بوتفليقة على ضرورة تعميقهما مهما كانت العثرات، متوعدا الإرهابيين الذين يرفضون تسليم السلاح والعودة إلى الصف بالمحاربة، حيث قال في هذا الشأن "من كان منا فهو منا، ومن لم يكن منا فله الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن ومن ورائهم الشعب الجزائري". وفي هذا الصدد، أوضح بوتفليقة أن الشعب الجزائري لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يفرط في العيش الآمن الذي عرفه خلال السنوات العشر الأخيرة قائلا "الشعب الجزائري لم يكن قبل عشر سنوات يعرف ما هو السلم والأمن، لكنه اليوم استحلى هذه الحياة الجديدة الآمنة ولن يفرط فيها بسهولة"، في إشارة إلى أن الشعب الجزائري سيتصدى بقوة لمن يهدد أمنه واستقراره. وذكر بوتفليقة في هذا الصدد أولئك الذين يبحثون عن حوار حول الإسلام بأنهم في بلد مسلم، وأن الجزائريين لن يرضوا بإسلام غير إسلام العالم والمجاهد العربي التبسي- أحد أعلام تبسة - الذي وقف أمام مغريات الاستعمار الفرنسي، حيث قال للفرنسيين أنه يتوجب عليهم أن يتفقوا مع جبهة التحرير الوطني، في إشارة صريحة إلى أن الدين الإسلامي لا يمكن له أن يتناقض مع حب الوطن وتبجيل مصلحته على أية مصلحة أخرى ضيقة، وأضاف بوتفليقة أنه إذا كان الموضوع يتعلق بأمر آخر، فإننا لن نكون تابعين للأممية الدولية التي تسمى بالإرهاب، كما شدد المتحدث أيضا على ضرورة التركيز على تنمية البلاد من باب أن "الدار قبل الجار"على حد تعبيره. وعلى صعيد آخر، أضاف بوتفليقة أن لا قوة في العالم قد تثني الشعب الجزائري عن أن يعيش حرا كريما في كنف الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مرددا " أنا أقول ذلك في منطقة ما زال الإرهاب فيها يدمي قلوبنا مرة بعد مرة، كفانا دموعا، كفانا دماءا، كفانا قتلى"، وفي السياق، اغتنم بوتفليقة المناسبة لتقديم تحية إكبار للجيش الوطني الشعبي ولعناصر الأمن لما بذلوه من جهد خلال فترة الأزمة التي عاشتها البلاد في التسعينيات. "حققنا بعض المنجزات ونعدكم بأخرى على الطريق " أما المحور الثاني الذي أكد بوتفليقة أنه يتمنى تحقيقه، فهو كسب رهان التنمية مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من قلة الإنجازات وخاصة على مستوى ولاية تبسة، إلا أن الجزائر تمكنت من تحقيق عدة برامج ساهمت في تحسين الأمور منذ سنة 2000، مدللا على ذلك بالقول إن ميزانية المشاريع قد ارتفعت منذ هذا العام إلى الأضعاف، واعتبر بوتفليقة أن بواكر الخير تأتي من الشعب، واعدا ببذل مزيد من الجهود في سبيل تحقيق مزيد من البرامج الجديدة، وإتمام أخرى في طريق التشييد، حيث قال في هذا الصدد " الخير مازال القدام" . "التشييد والأمن يفرضان الاحترام على العدو والصديق" وفي المحور الثالث والأخير، والذي يعد ناتجا حتميا لتحقيق الأمن والسلم والتنمية، شدد بوتفليقة على ضرورة إعادة الجزائر إلى مكانتها الدولية، قائلا "عشقي في مكانة الجزائر، لا أحب أن أرى الجزائري مذلولا ومقهورا ويشتكي ويتصغر أمام غيره". وحول هذه النقطة أضاف المتحدث أن الجزائر أرض جهاد وبطولات، "ولا يمكن أن نقبل بأن يعاملنا الإخوان والأشقاء والأصدقاء بما لا يليق بمقامنا"، مشيرا إلى أن التشييد والأمن هما اللذان يفرضان الاحترام على العدو والصديق، وانتقد بوتفليقة في هذا الصدد الأصوات التي تعالت في الخارج تتهم الجزائر بعدم الاهتمام بما يجري على الساحة الدولية، مشددا على أن هذه الاتهامات بعيدة كل البعد عن الجزائر. وآثر بوتفليقة كعادته ترك الحديث عن رئاسيات التاسع من أفريل المقبل إلى الختام، حيث دعا مواطني تبسة وكافة الجزائريين إلى الإقبال على التصويت لأي مترشح مهما كان الاختيار ليقاطعه الحضور في القاعة بالهتاف "تبسة كلها بوتفليقة"، وأضاف المتحدث من جهة أخرى أنه يذكر خلال الزيارة التي قام بها رفقة علي كافي وسيد أحمد غزالي إلى الولاية أن رجلا تقدم غليه قائلا "مرحبا باللي جاء وجاب معاه"، مشيرا على أنه اليوم يقصد هذه الولاية حاملا برنامجا انتخابيا يقوم على الاستمرارية حيث قال "إذا قبلتونا جئنا وجبنا معانا".