كشف عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن تفاصيل الجامعة الصيفية للحزب التي ستنطلق ابتداء من يوم 17 جوان الجاري، وفي هذا السياق اعتبر المتحدث أن الوقت الراهن يطرح بقوة قضية معالجة مشاكل الشباب التي يجب أن تكون هذه المرة مميزة انطلاقا من الاستماع إلى مشاغلهم ومنحهم الفرصة للتعبير عنها. تصريحات الأمين العام جاءت على هامش اجتماع الهيئة التنفيذية للحزب، حيث أكد هذا الأخير أن موضوع الجامعة الصيفية لهذه السنة قد خصص لطرح مشاكل الشباب التي تفاقمت حتى أصبحت اليوم قضية لا بد من التوقف عنها، مشيرا إلى اللقاء الذي جمعه بالمنظمات الطلابية بمناسبة اليوم الوطني للطالب في 19 ماي الفارط، حين عبر عن التزام الحزب بتقديم عروض نوعية هذه السنة حول قضية الشباب، باعتبار أن ما يميز هذه الجامعة الصيفية عن غيرها هو أنها لن تشهد تقديم محاضرات نظرية، وإنما سيتم فتح المجال أمام الشباب من خلال الاستماع لمشاغلهم، بدءا بالحديث عن التشغيل وانتهاء بالتكوين، مرورا بكل المجالات التي ينبغي أن تعنى بالاهتمام، كالحديث عن حياة الطالب، المسار الجامعي، المسار التعليمي وحتى ما أصبح يسمى بظاهرة "الحراقة" أو "الهروب الجماعي من الوطن". واستطرد المتحدث قائلا "كما سنستمع لمقترحات هؤلاء الشباب التي سيقدمونها ونأخذها كأرضية لحلول تتكامل مع حلول أخرى تعمل جهات رسمية وغير رسمية على تقديمها، "إن قضية الشباب تعنينا جميعا، يجب الاستجابة لهذه الانشغالات، لأننا إذا ضربنا شبابنا فهذا يعني أننا ضربنا مستقبل الأمة، خاصة إذا علمنا أن الشباب يمثل أكثر من 70 بالمائة من مجموع السكان بالجزائر". ومن هذا المنطلق أوضح بخادم أن المعالجة الحقيقية للمشاكل الشبابية تبدأ من المدرسة عن طريق إشراك كل الجهات المعنية بالتسرب المدرسي وعدم الاهتمام بسد أوقات الفراغ وعدم الاهتمام بضرورة مواكبة الخارطة التكوينية لسوق العمل، كل هذا -في رأي الأمين العام- يلقي بالآلاف من الشباب إلى الشارع بعد أن استنفذت هذه الطاقات فرص بقائها في المدارس لتكرر الرسوب الذي له أسباب البعيدة والذي له أيضا أسبابه التي ينبغي أن يهتم بها أهل الاختصاص. من جهة أخرى يرى بلخادم أن "خريجي الجامعات والمعاهد وبالرغم من هذا الكم الهائل والمتنوع في الاختصاصات، إلا أن سوق العمل لا يمكن أن تستوعبهم جميعا لأن هناك إشباعا في تخصصات يعيشها المجتمع ناتجة عن عدم التوازن الموجود في التوحيد الجامعي الذي لا يعتمد على دراسة احتياجات سوق العمل والوضع هو نفسه بالنسبة للتكوين المهني، ومن هنا نرى هذه الاختلالات بين سوق العمل وبين منتوج التكوين، لذلك سنتطرق إلى هذه المواضيع عندما نشرع في الاستماع إلى الشباب وأهل الاختصاص خلال أيام الجامعة الصيفية".