شدد البيان السياسي للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني على أهمية التحضير للمؤتمر التاسع في جو ديمقراطي وتمكين المناضلين من المساهمة الفعلية في مختلف مراحل التحضير للمؤتمر، مجددا في الوقت نفسه تمسكه بمطلب اعتذار باريس للشعب الجزائري عن الماضي الاستعماري. تضمن البيان السياسي الصادر عن الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير التي انعقدت الأربعاء الماضي في دورة عادية عدة توصيات حول القضايا السياسية والنظامية وفي مقدمتها عملية التحضير للمؤتمر التاسع المزمع تنظيمه في الثلاثي الأول للسنة المقبلة، وكذا تقييم الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة والدور الذي قام به الحزب في تنشيط وقيادة الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقد أشادت قيادة الأفلان في بيانها السياسي بالنجاح اللافت الذي حققه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رئاسيات 9 أفريل الفارط والثقة التي منحه إياها الشعب الجزائري ليواصل قيادة مسيرة الجزائر وتحقيق آمال وطموحات المواطنين في الأمن والاستقرار والعيش الكريم، مبرزة الدور الحاسم الذي قام به الحزب العتيد في إنجاح الانتخابات الرئاسية وتعبئة الناخبين وضمان مشاركة واسعة في الاستحقاق الرئاسي. وفي سياق ذي صلة جددت قيادة الأفلان دعمها لمسعى الرئيس بوتفليقة في مواصلة تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية من أجل تكريس السلم والأمن والاستقرار والتماسك الوطني، مشيدة في المقابل بالجهود التي تبذلها قوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن في محاربة ظاهرة الإرهاب. وفي تطرقها إلى تحديات المرحلة المقبلة، دعت الهيئة التنفيذية إلى تكثيف الجهود من أجل تطبيق البرنامج الخماسي للرئيس بوتفليقة الذي رصدت له مبالغ معتبرة من أجل مواصلة التنمية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن، وتحقيق تنمية مستدامة تهدف إلى الفعالية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والمحافظة على التوازن البيئي، كما أشاد البيان بجهود الدولة في توفير الآليات القانونية لمحاربة الفساد بكل أشكاله مع الدعوة إلى تفعيل آليات التصدي لظاهرة الفساد والرشوة ومحاربتها، وفي سياق آخر دعت الهيئة التنفيذية للأفلان إلى التعجيل بتطبيق قانون تعميم استعمال اللغة العربية في مرافق الدولة والاعتناء أكثر بتدريس مادة التاريخ في جميع مراحل التدريس. كما جدد الحزب مطلبه بضرورة اعتراف فرنسا الرسمية بجرائم فرنسا الاستعمارية المرتكبة في حق الشعب الجزائري منذ 1830 وتقديم الاعتذار إقرارا بالذنب وإنصافا للتاريخ. وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية شدد البيان السياسي للأفلان حرصه على جعل المؤتمر التاسع محطة مميزة في مسار ومستقبل الحزب، داعيا إلى إعداد المؤتمر في جو ديمقراطي يتسم بالمسؤولية والإدراك الواعي لمتطلبات المرحلة، وعلى أهمية توفير كافة الشروط كي يتسنى للمناضلين المساهمة الفعلية في تحضير المؤتمر حتى يكون انعكاسا حقيقيا لتطلعاتهم وانشغالاتهم. كما ثمن البيان اختيار موضوع الشباب لفعاليات الجامعة الصيفية لهذه السنة، داعيا إلى إشراك هذه الشريحة في طرح مشاكلها ليتسنى للحزب وضع التصورات والحلول الممكنة، وفي معرض النقاش حول الاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية، دعت قيادة الأفلان إلى جعل هذه الذكرى محطة هامة تجذر مواصلة الانتماء التاريخي، تجسيدا لمرجعية ثورة نوفمبر 1954 واستمرارا لنشر رسالتها في أوساط الأجيال الصاعدة. وعلى الصعيد الدولي جدد البيان مساندة الحزب للشعب الفلسطيني في حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكذا عودة اللاجئين إلى ديارهم داعيا كافة الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف لمواجهة مخططات الاحتلال الصهيوني، مجددا دعمه الثابت" للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، داعيا في نفس الوقت طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب إلى استئناف المفاوضات لإيجاد حل عادل للقضية.