وأشارت المتحدثة إلى أنها صادفت بعض الحالات لمراهقين قصدوا المركز بأنفسهم، محاولين التخلص من التبعية للمخدرات والإدمان عليها، مؤكدة على النقص المسجل فيما يخص مراكز العلاج• وتضيف المتحدثة أن أغلب المتواجدين في المراكز قامت أجهزة الأمن بتوقيفهم إثر قيامهم بجنح أو إجرام اختراقات للقانون العام• وتكتشف الجهة تورطهم في المخدرات عن طريق الصدف، من خلال إجراء بعض التحاليل التي تكشف درجة استهلاكهم زمن القبض عليهم• وأكدت المتحدثة أنهم ينقلون إلى مركز إعادة التربية الأقرب ويتم التكفل بهم وإعادة إدماجهم، وهو ما يسمى ب "العلاج في الوسط العقابي"، لتهيئة المسجونين المدمنين للخروج• وعن كيفية علاج المدمنين من الشباب بصفة عامة، والقصر بصفة خاصة، قالت المتحدثة إنهم يستفيدون من نوعين من العلاج النفسي والطبي، يكون وفقا لدرجة تعلق الشخص بالمخدرات، وهي علاقة استهلاك قد تتطور إلى إفراط أو تبعية، وكما يعرفه النفسانيون أنه "رغبة لا تقاوم في الاستهلاك تثيره تبعية نفسية وجسمانية"• ويحدث الإفراط عندما يبدأ الاستهلاك في إحداث الضرر على السلامة الجسمية النفسية وعلى المحيطين به، ما يؤدي إلى تدهور علاقاته العائلية والدراسية والمهنية والمالية، لدرجة إهمال المسؤولية الموكلة إليه، وقد تتطور إلى درجة التبعية، عندما تصير واقعا لا يستطيع الهروب منه تحت طائلة عذاب جسماني ونفسي حاد• تجدر الإشارة إلى أن بعض الأنواع تكون أكثر سهولة للتخلص منها من غيرها، كما أن الإرادة تمثل 50 بالمائة من العلاج حسب المختصة، لذلك فإن المستهلكين ذوي الإرادة يسهل التعامل معهم وتحقيق نتيجة إيجابية في فترة قياسية• ويتم العلاج على أساس "عقد معنوي" يتم إبرامه بين المريض والطبيب وفق برنامج مسطر يتم عن طريق حصص أسبوعية في جلسات للعلاج السيكولوجي والطبي• ويوجد في الجزائر مركزان للتكفل بالمدمنين على المستوى الوطني، في انتظار إنشاء مراكز خاصة بهذا الشأن• وتكون مدة العلاج بالمراكز 21 يوما، يقوم خلالها المدمن بنشاطات يومية، تعرف بمصطلح "التشغيل والانشغال"، السائد في الوسط العلاجي، إلى جانب أخذ بعض الأدوية والمسكنات• وعلى سبيل الذكر، يضم مركز "فرانتز فانون" بالبليدة 50 سريرا، بينها 10 مخصصة للنساء، تم في سنة 2007 فحص أكثر من 1287 حالة استشفائية بالمركز، أغلبهم شباب لم يبلغوا سن الثلاثين ومنهم 258 قاصر، تم قبول 269 شاب مدمن على مادة القنب الهندي وهو الأكثر استهلاكا وانتشارا بين أوساط الشباب• أدوية معالجة المدمنين أكثر خطورة من المخدرات نفسها خلال حديث "الفجر" مع الأخصائية بوكاعولة، أفادت أن بعض الأدوية الموصوفة للحالات التي تدخل مراكز معالجة الإدمان على المخدرات أكثر خطورة من السموم التي يتلقاها المدمن، حيث أن أغلب المدمنين يتوقفون عن العلاج بمحض إرادتهم، والكثير منهم يخرجون من المراكز ويعاودون التورط بالمخدرات من جديد، بعيدا عن المتابعة بعد العلاج، والتي تعتبر مرحلة هامة تدخل في سياق نجاح المهمة• كما أن أغلب المدمنين يتعلقون بالأدوية التي يصفها الأطباء بما يعرف بالعلاج الطبي، وتكون في بعض الحالات من خانة المهلوسات، ما يولد إدمانا جديدا من نوع آخر، قد يشكل خطورة• وأكدت محدثتنا أن المخرج الوحيد للفطام من الإدمان هو تحلي المدمن بالإرادة وعزمه الكبير على التخلص منها إلى الأبد•