نظمت جريدة "أوريزون" نهاية الأسبوع الماضي، لفتة تكريمية للمجاهدات المحكوم عليهن بالإعدام أثناء ثورة التحرير، بمتحف المجاهد، بحضور كاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي وجمع من النساء المجاهدات والإطارات، إضافة إلى عينات من المجاهدات اللائي عشن الرعب والمصير المجهول بمفردهن في زنزانات، بين الحياة والموت، على غرار جاكلين فروج وجوهر أكرور• كما تم تكريم المرحومة باية حسين، وجميلة بوحيرد وأخريات• وفي المحاضرة التي ألقتها الباحثة في التاريخ "قورصو مليكة" بالمناسبة، دعت إلى إعادة الاعتبار لمن حملن لواء الثورة في الجزائر وشارفن على توديع الحياة، مؤكدة أن التهميش الواضح لدور المرأة أثناء الثورة والتكريم المناسباتي، الذي يخرج المرأة كما اللافتات والشعارات ويرجعها إلى الخزانة بانتهاء المناسبة، مثلما قالت لها يوما إحدى المجاهدات لا طائل منه ويعتبر إنقاصا صارخا من قيمة المجاهدات، خاصة المحكوم عليهن بالإعدام، وتخفيف من ثقل ثورة صنعها الرجال والنساء على السواء• وأشارت المتحدثة في هذا السياق إلى بعض النساء المغمورات والمحكوم عليهن بالإعدام، أمثال باية حسين، أصغر المحكوم عليهن بالإعدام، والتي توفيت في صمت في ماي 2000، والشهيدة "زهرة بنت الريقي" التي جابهت ميليشيات 8 ماي 45 بفالمة وأصرت على معرفة مصير إخوتها الذين اختطفوا في مظاهرات ماي، وكسرت بذلك الحاجز بين الفضاء الذكوري والنسائي وقتها، قبل أن تقتل رميا بالرصاص، بعدما أمطرت الفرنسيين سبابا وشتائم، وأيضا "فاطمة بدار" التي شاركت وهي في ربيعها 15 في مظاهرات 11 ديسمبر1961 بباريس فألقيت هي الأخرى في نهر السين ولم يعثر عليها إلا بعد أيام من ذلك، معتبرة في شق آخر، أن المناضلات اللائي عايشن اللحظات الحرجة وأطعمن بأيديهن ثوار الجزائر وداوين الجرحى وغسلن الألبسة، أولى أن يعترف لهن ويدخلن صفحات تاريخ الجزائر ويلقين المكانة اللائقة بهن• من جهته، أشاد كاتب الدولة المكلف بالاتصال،عز الدين ميهوبي، بدور المرأة أثناء حرب التحرير الكبرى، وعبّر عن سعادته وهو بين نساء كتبن بطولاتهن في صفحات التاريخ، وأكد في نفس السياق على أن المرأة أحرزت مكاسب سياسية هامة، خاصة بعد التعديل الدستوري الأخير•