أحسن حملة انتخابية لرئاسيات هذا العام، هي مباشرة الحكومة متابعة الفساد والمفسدين•• فقد أصبح الفساد على كل لسان•• واهتمام الحكومة بملاحقته في هذه الظروف هو أحسن ما يمكن أن يكون موضوع الحملة الانتخابية الموفقة! ففي الوقت الذي تحدث فيه رئيس الجمهورية عن مسح ديون الفلاحين، قام أيضا بإدانة التصرفات اللاأخلاقية وغير القانونية للفلاحين الذين باعوا أراضي الدولة للمضاربين! وبطرق غير شرعية! ومثلما سعد الفلاحون البسطاء والمقهورون بإجراءات الرئيس لمسح الديون•• كان من الواجب أن يسعد الرأي العام أيضا بملاحقة الذين باعوا أراضي الدولة بطريقة غير شرعية! لأنه لا يعقل أن ينفذ ما يقوله الرئيس بخصوص مسح الديون ويتم السكوت عن جوانب الفساد التي أشار إليها الرئيس غير ما مرة! لأن مثل هذا السلوك يعطي الانطباع بأن الفساد والمفسدين أصبحوا أقوى من الدولة•• وإرادتهم فوق إرادة الدولة! لهذا، عندما نسمع أن الحكومة تحركت لملاحقة الفساد في الصفقات العمومية التي تمت خارج إطار القانون•• نطمع أيضا في أن يتجه نشاطها أيضا إلى ملاحقة الذين عبثوا بالفلاحة والفلاحين• مثل هذا التوجه هو الذي يضمن مشاركة واسعة في الانتخابات القادمة•• وليس ضخ الأموال من الخزينة إلى الفلاحين؟! ذلك أن العهدة الرئاسية القادمة مدعوة أساسا إلى أن يكون برنامج الرئيس فيها هو محاربة الفساد والمفسدين وإقامة دولة القانون! فالفساد والمفسدين هم الذين عطلوا إلى حد كبير برنامج الرئيس في العهدة الأولى والثانية•• وحولوا مبالغ هامة من المال العام إلى وجهة غير صحيحة وبذلك قللوا من حظوظ الإقلاع الاقتصادي المرتقب!•