يكشف "مرحبا" ما يلاقيه الراغبون في الهجرة إلى إنجلترا انطلاقا من التراب الفرنسي من متاعب وأخطار وعنصرية، وهو الفيلم الذي أثار ضجة كبيرة في فرنسا؛ حيث يمثل بالنسبة للنقاد "صدمة للضمير الأوروبي في الحقارة التي تتم معاملة المهاجرين بها". الفيلم الذي بدأ عرضه يوم الأربعاء الماضي، في دور السينما الفرنسية لا يعالج رغبة المهاجرين السريين من شمال إفريقيا، إلى الوصول إلى الأراضي الفرنسية، ولكنه يكشف عما تلاقيه بعض فئات المهاجرين السريين الذين يقطنون فرنسا من عنصرية ومعاناة من أجل الوصول إلى "الجنة الإنجليزية" في منطقة "بادي كالي" في أقصى شمال فرنسا قبالة بحر المانش؛ حيث الميناء الكبير والقطار السريع الذي يعبر تحت البحر في اتجاه المملكة المتحدة. اختار مخرج فيلم "مرحبا" بطل فيلمه شابا عربيا في العشرينيات اسمه "بلال" يريد الوصول إلى إنجلترا؛ حيث تقطن صديقته، غير أن كل محاولات بلال للهجرة سرا باءت بالفشل. غير أن فشل "بلال" في عبور المانش لا يمثل بيت القصيد في الفيلم؛ فالمخرج وعبر كاميراته وبما يشبه الفيلم الوثائقي ينقل المشاهد إلى منطقة غابات شمال فرنسا، حيث يتركز أمثال بلال، يعيشون بين الأشجار في أوضاع أقل ما يقال عنها إنها مهينة ولا إنسانية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد.. بل إن المخرج يكشف عن الوجه الآخر للمأساة وهو سوء المعاملة التي يتعرض لها هؤلاء من قبل الشرطة الفرنسية. أول ردود الفعل على تصريحات مخرج الفيلم جاءت من"إريك بوسون" وزير الهجرة والهوية الوطنية الفرنسي الذي اعتبر أن "مخرج الفيلم قد تجاوز الخط الأصفر حينما قارن أوضاع المهاجرين بأوضاع اليهود إبان الحرب العالمية الثانية". وأضاف: "من غير المقبول مقارنة ما تقوم به الشرطة الفرنسية التي تنتمي إلى دولة ديمقراطية بما كان يقوم به "الغستابو" إبان الحرب العالمية الثانية حينما كان بعض الفرنسيين يخبئون بعض اليهود في أقبية منازلهم لحمايتهم".