طرح، أمس، العديد من الوجوه الثقافية قضايا ساخنة تتعلق بإشكالية المقروئية بالجزائر ومعوقات النشر وتوزيع الكتاب، وذلك على هامش فعاليات التظاهرة الثقافية والفكرية ''أيام بونة للكتاب والفنون'' التي احتضنتها مديرية الثقافة بعنابة• وقد تطرق المتدخلون إلى واقع المقروئية بالجزائر، باعتباره واقعا مفجعا، ويعود ذلك، حسب الدكتور إدريس بوذيبة، إلى غياب دراسات سوسيولوجية أو إحصائيات دقيقة تشخص وتبين حالة المقروئية• فالمسألة، على حد تعبيره، تبدأ من المدرسة التي تعد أرضية خصبة توسع خيال الطفل وتربيه على القراءة والإبداع وتفعّل الذوق الجمالي لديه في اقتناء الكتب القيمة، لأن العناوين الموجودة برفوف المكتبات عبارة عن نصوص تنفر القارئ وتحجمه عن المقروئية، حتى الجامعة، يقول بوذيبة، أنشأت جيلا عقيما بفعل غياب استراتيجية ثقافية• ويضيف متحدث آخر أن هناك موضوعا أكثر أهمية، يتمثل في مشكل وسائل الإعلام التي تستحوذ على المعلومات، فالتلفزيون أصبح أكثر أداة لإيصال المعلومة للقارئ والمشاهد، فهذه الأدوات والوسائل الإعلامية لم تساهم في تفعيل الفضاء الثقافي، حتى الكتب الرقمية تحاول فرض وجودها أكثر من الكتب الورقية، فبالرغم أن الدولة وفرت ألف كتاب، إلا أن ذلك لم يشفع لأن يقتني القارئ و يتصفح هذه الكتب العلمية• وعلى صعيد آخر، أشار المتدخلون إلى مشكل توزيع الكتاب، لأنه لا توجد مؤسسات محترفة لتوزيع الكتاب على مستوى المكتبات، إضافة إلى مشكل شحن الكتاب لتحويله إلى المكتبات الوطنية في وقت متأخر، بسبب التكاليف الباهظة التي يشكو منها الناشرون• والجدير بالذكر، أن الكتاب الجزائريين طرحوا قضية التأخر في تقاضي مستحقاتهم من طرف الناشرين، وذلك بسبب تهرب دور النشر، كل هذه المعوقات ساهمت في ارتفاع الفكر المادي وغياب الفكر الثقافي وانعدام المقروئية، فالقارئ الجزائري يخصص من وقته 6 دقائق في السنة للقراءة• في سياق منفصل، أثار بعض المتدخلين في ندوة حول دور الموسيقى في تنمية القدرات الجمالية والإبداعية، حيث ركزوا على أهمية الموسيقى في صناعة نشء مثقف ومدى قدرتها في التأثير على القارئ•• فالموسيقى، حسب الأستاذة ريم حميدة، تربوية تنمي شخصية الطفل وتعطيه التوازن الحقيقي لاختيار الألوان والجماليات