ذكر أول أمس مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن الهجمات التي أصبحت الجماعة السلفية للدعوة والقتال تتبناها في شمال إفريقيا ودول الساحل، تقلق واشنطن وعواصم غربية أخرى، وأن ما يحدث في شمال مالي والدول المجاورة يعكس عودة المسلحين إلى أوطانهم الأصلية بعد هروبهم من المعارك التي يعرفها تنظيم القاعدة في باكستانوأفغانستان• ونقلت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن القاعدة في المغرب الإسلامي، وبعد أن أعلنت مسؤوليتها عن قتل رهينة بريطاني مخطوف في مالي، وقتل عامل إغاثة أمريكي في موريتانيا، وقتل ضابط جيش رفيع المستوى في تامبكتو، واختطاف آخرين، أثبتت أن هناك عناصر جديدة حركت التنظيم للقيام بهذه العمليات، وأن عودة المسلحين لأوطانهم، خاصة منهم الذين هربوا من العراق ومن أفغانستانوباكستان بعد العمليات العسكرية المشتركة ضد العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم بن لادن، يبقى أكبر هاجس تتخوف منه العواصمالغربية من انزلاق في الوضع الأمني بشكل يهدد المصالح الغربية في المنطقة، موضحة أن هذه الفئة من المسلحين تتشكل من نوعين، الأول قادم من العراق عناصره مختصة في التفجيرات بعد أن تدربوا على مهارات في صناعة القنابل، والنوع الثاني تملك عناصره تقنيات المعارك والاختطافات بعد مكوثها بالأراضي الأفغانية والباكستانية مؤخرا• وأضاف المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون المختصون في شؤون مكافحة الإرهاب، أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها دول الساحل تثير مخاوف واشنطن والغرب من أن يكون تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يستعد لجولة أكثر دموية في تلك المنطقة• وقالت الصحيفة الأمريكية، نقلا عن هؤلاء المسؤولين ''هجمات أذرع تنظيم القاعدة العالمي ضد قوات غربية وإفريقية في دول الساحل خلال الأسابيع الماضية تؤشر إلى اتساع معاقل هذا التنظيم في شمال إفريقيا خارج المعقل الرئيسي في المناطق القبلية في باكستان''• من جهة أخرى، حذرت مختلف التقارير الاستخباراتية الأوروبية من العودة المنتظرة للمسلحين المنتمين لتنظيم القاعدة إلى بلدانهم الأصلية، مطالبة الأجهزة الأمنية الدولية برفع وتيرة التنسيق فيما بينها لرصد تحركاتهم، لكونهم تدربوا على حرب العصابات وتصنيع المتفجرات والأسلحة، بعد ورود معلومات مؤكدة بداية الهجرة المعاكسة لهؤلاء الدمويين، معتبرة أن منع وصول الإرهابيين العائدين مسألة حاسمة•