عاد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون مجددا لإطلاق تحذيرات بشأن الخطر الذي تشكله ما يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" على شمال إفريقيا، بحجة لجوئها إلى تصعيد عملياتها مؤخرا بالمنطقة. * * من بينها تصفية الرهينة البريطاني الذي اختطف في مالي، وقتل عامل إغاثة أمريكي في موريطانيا، إلى جانب قتل ضابط رفيع المستوى في مالي واختطاف آخرين. * وتأتي هذه التحذيرات بعد فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية في إقناع دول شمال إفريقيا وكذا منطقة الساحل في تجسيد مشروع قاعدة أفريكوم، بحجة مكافحة الإرهاب وحماية المنطقة من اتساع تواجد "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، حيث عاود مسؤولون من أمريكا وأوروبا استخدام التهديدات الإرهابية ذاتها لحماية مصالحها وتعزيز تواجدها بالمنطقة. * فقد أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" تصريحات عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بأن اتساع رقعة العمليات ضد قوات غربية وإفريقية مؤخرا، تؤشر إلى اتساع معاقل تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، بدليل إعلانها مسؤوليتها عن مقتل الرهينة البريطاني "إيدوين داير" الذي اختطف في مالي، ويذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك حينما عبروا صراحة عن مخاوفهم من أن يكون التنظيم ذاته بصدد الإعداد "لجولة أكثر دموية في المنطقة"، في تلميح إلى ضرورة تصعيد إجراءاتها الأمنية بالمنطقة، ولما لا عرض المساعدة على الدول الإفريقية بحجة عدم حيازتها على الإمكانات اللازمة، التي تمكنها من حماية مصالحها والتصدي للتهديدات الإرهابية. * ويربط هؤلاء المتتبعون للشأن الأمني بمنطقة شمال إفريقيا تزايد هجمات "الجماعة السلفية" مؤخرا، باحتمال عودة عدد لا يستهان به من "المقاتلين المغاربة بعد أن اكتسبوا خبرة في صناعة القنابل"، وهو ما أعلن عنه سابقا رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي الذي تحدث منذ بضعة أشهر عن ما أسماه بالهجرة العكسية من العراق نحو شمال إفريقيا وأوروبا للمقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف المقاومة، مرجعا ذلك إلى تدهور الأوضاع الأمنية في العراق إلى جانب تصعيد الحرب على ما وصفه بالإرهاب. * وتتزامن عودة حملة التخويف من تهديدات "الجماعة السلفية" واتساع رقعة علاقتها بتنظيمات إرهابية في الخارج، مع التنسيق الأمني الذي شرعت في تجسيده بلدان الساحل الإفريقي، من أجل ضمان استقرار المنطقة، بدليل المساعدات التي عرضتها الجزائر من أجل تحقيق الأمن بشمال مالي، وبالتالي حصر تواجد "الجماعة السلفية" بالمنطقة ككل، ويضاف إلى ذلك تمكن الجيش المالي بعد معارك طاحنة من تصفية عدد من عناصر التنظيم ذاته، مما يؤكد على نجاعة التنسيق الأمني بين الدولتين الجارتين في سبيل منع أي تدخل أجنبي، وغلق الباب أمام جميع المزايدات التي قد تستغلها أطراف من أجل تحقيق مآربها بالمنطقة. * ومعلوم أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش جابهت رفضا كبيرا من كافة البلدان الإفريقية حينما شرعت في ممارسة ضغوط عليها من أجل إقامة مقر للقيادة العسكرية الأمريكية من أجل إفريقيا "أفريكوم" بإحدى تلك البلدان، وهو ما دفع بها في النهاية إلى الإبقاء عليها بمدينة شتوتغارت الألمانية مؤقتا وذلك إلى غاية 2011.