اعتبرت يومية ''لوفيغارو'' الفرنسية في عددها الصادر نهاية الأسبوع الفارط، رضوخ الإدارة الفرنسية لمطالب ممثل نقابة عمال آرسيلور ميتال بعنابة إسماعيل قوادرية، خطوة هامة جنبت تسريح 1500 عامل من المركب التابع لسلسلة ميتال العالمية، والتي عرفت خلال 7 أشهر عمليات إغلاق لوحداتها عبر 60 بلدا وتسريح أزيد من 30 ألف عامل• وقد جعلت هذه الوضعية من الجزائر استثناء بين هذه الدول في عمليات التسريح رغم أن رسالة لوكسمبورغ من الإدارة العامة قد أوردت بصفة صريحة ضرورة استعداد العمال لتلقي قرار التسريح صائفة هذه السنة، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تسببت في إلغاء العديد من مناصب الشغل وإغلاق لكثير من وحدات الحديد والصلب عبر كامل سلسلة آرسيلور ميتال في العديد من بلدان العالم• غير أن قرار الإضراب - تواصل نفس اليومية - قد شل العديد من المشاريع التي تعتبر عصبا حيويا في هذا المركب، مستببا في خسائر مالية تقدر بالملايين، ما اعتبر الدافع المباشر لإعادة معالجة ملف أجور العمال وإغلاق ملف التسريحات• من جانب آخر فإن إعادة تشغيل الأفران العالية ببلجيكا نتيجة ازدياد الطلب العالمي على مادة الحديد التي يقدمها مالكو مصانع السيارات، خاصة وأن استهلاك مخزون الحديد بغالبية الدول الأوروبية، يعد من جملة مؤشرات إيجابية قد ترفع مجموع الطلب الذي تقدر نسبته ب50% سنة 2008 إلى أكثر بقليل• وتبعا لهذه المستجدات التي استفاد منها مركب آرسيلور ميتال بعنابة، يبقى هذا الأخير المركب الوحيد الذي لم تتمكن الأزمة الاقتصادية، والتي يرى إسماعيل قوادرية أنها مفتعلة، من هز استقراره•