أبنائي لا يغضبون مني عندما أقول مجيد أفضلهم قبل نهاية أشهر سنة كروية بالجزائر 1982 وبالضبط في يوم 7 أكتوبر وبمدينة ديجون الفرنسية وصل إلى كوكب الأرض المدعو مجيد ابن عبد الوهاب، هذا الأخير الذي طلب منا أن نركز ونوضح أصل عائلة بوفرة• ينحدر من منطقة أولاد عسكر بجيجل التي فيها الجذور الأولى لأسلاف عائلة بوفرة قبل أن يتنقل جده إلى عنابة وينجب فيها والده عبد الوهاب الذي تزوج من فتاة أصلها من حجوط التابعة لتيبازة فكانت ثمرة هذا الزواج 5 أبناء (3 ذكور وبنتين ) لكن الوالد عبد الوهاب الذي تحول بعد ذلك إلى جد ل12 حفيدا يؤكد أن أفضلهم على الإطلاق هو مجيد ويقول ذلك علنا دون أن يغضب منه أي من أبنائه لكون مجيد اتخذ مكانة أكبر فهو اليوم ابن كل الجزائر••• جدّيته سبب نجاحه قال الأب عبد الوهاب أول ما قال: ''نجاح مجيد لم يأت عفويا بل لأخذه الأمور بجدية كبيرة فرغم ولعه المنقطع النظير بكرة القدم، إلا أنه لم يفرط في دراسته وتمكّن من نيل شهادة البكالوريا بتقدير جيد جدا وهذا ما جعلني أعتبر نجاحه اليوم منطقيا لأنه إذا بدأ في شيء فسيكمله باتقان كبير•••''• مشواره مع الكرة لم يكن مفروشا بالورود وعن سرّ تعلقه بالكرة فقد أكد أن ذلك بدأ من نعومة أظفاره، حيث تمكّن في سن السابعة من ولوج المركز التكويني لفريق المدينة التي يقطن بها ديجون ونظرا لبنيته المورفولوجية القوية، فقد وضعه أول مدرب أشرف عليه في الدفاع وحمل رقم 5 لكن ذلك لم يمنعه من القيام من حين لآخر بمشاركة الهجوم وإحراز الأهداف وهو ما جعل انضمامه سهلا لنادي ''لونغ فيل'' ثم أمضى أول عقد احترافي في مشواره مع نادي ديجون• لكنه عانى وقتها من تهميش فظيع فاتخذ قرارا بتغيير الأجواء فكانت وجهته إلى نادي غينيون مطلع موسم 2002/2003 إذ كان تألقه بالتدريج، ففي موسمه الأول مع هذا النادي لم يلعب سوى مباراة واحدة قبل أن تتحسن الأمور في الموسم الثاني حيث لعب 8 مواجهات وقتها أبرزها كان ضد فريق السابق ديجون التي عرفت الجمهور به ليسجل خلال موسم 2004/2005 انطلاقته الفعلية ويصبح قطعة أساسية في نادي غينيون• أشواك في طريقه ما كاد بوفرة كما يقول والده يهنأ بظفره بمكانة أساسية حتى واجهته عقبات عسيرة من مدربه آنذاك في غينون الذي لم يهضم تنقله المتواصل وقتها للجزائر للالتحاق بالخضر، فاتخذ من صومه لشهر رمضان حتى أثناء المباريات ذريعة ليبعده عن قائمة الأساسيين وهو ما لم يرض بوفرة الذي أدرك ضرورة بحثه عن مكان آخر بعيدا عن فرنسا• وبعد مفاوضات عديدة قبيل غلق الميركاتو عام 2006 اقتنع بعرض نادي اليكساندرا من الدرجة الثالثة التي منحته فرصة ولوج الدرع الإنجليزي بقوة، فبعد نصف موسم فقط تمكن من فرض اسمه وقرر الرحيل إلى نادي شيفيلد وادنسداي ليكون نجم الفريق الأول ليكون بعدها محل صراع بين ناديي فولهام وتشارلتون أتليتيك ليتمكّن هذا الأخير من الظفر به أن قدم له عقدا محترما جدا، لكن الصعوبات سرعان ما عادت بسقوط فريقه إلى الدرجة الثانية وبقي مجيد وفيا لتشارلتون في الموسم الموالي لكنه عجز عن تحقيق الصعود• هدية من السماء يواصل الأب عبد الوهاب سرد مسيرة ابنه ليؤكد أن هذا الأخير لم يعد متحمسا لمواصلة اللعب في الدرجة الثانية للدرع الإنجليزي الممتاز خاصة مع الاتصالات التي لم تنقطع لمحاولة ضمه من عديد الأندية وفي مختلف البطولات فاختار البقاء في المملكة المتحدة لكن إلى أسكتلندا، حيث أمضى صفقة العمر مع نادي غلاسكو رانجرس (مقابل 5,2 جنيه إسترليني أي ما يعادل 9,4 مليون دولار أو 1,3 مليون يورو) لأربع سنوات ليحقق مع هذا الفريق كل أحلامه فقد عاد ليكون أساسيا واختير كأحسن لاعب في الفريق في موسم الحصاد الذي انتهي بالجمع بين البطولة والكأس• سيبقى في الرانجرس إلى ما بعد المونديال رغم أن بوفرة متعاقد مع رانجرس لمدة 4 مواسم ولم يلعب لحد الآن سوى موسما واحدا، إلا أن الكثير من الأندية تريد ضمه وبأية طريقة• فمن إنجلترا يؤكد لنا والده أن نيوكاسل يطلبه بشدة ومن فرنسا مارسيليا طلبته أكثر من مرة وأكثر من كل هذا فإن حامل اللقب الفرنسي، نادي بوردو، عرض عليه ضعف ما أمضى به لرانجرس أي 6 ملايين يورو كما حظي باتصال شخصي من مدرب بوردو لوران بلان، لكنه اعتذر له بلباقة• وقد فسّر محدثنا عبد الوهاب ذلك بكونه وجد كل راحته في ناديه الأسكتلندي الذي يعد فيه الشوشو رقم واحد للأنصار ولذلك سيبقي فيه على الأقل إلى ما بعد المونديال وبعد ذلك سيكون لكل حدث حديث• ''الخضر''•••حلم العمر لم يتردّد الأب عبد الوهاب بوفرة في التأكيد على أن ابنه مجيد كتوم جدا لدرجة أنه لم يخبره حتى بالاتصال الأولي الذي تلقاه عندما كان مع نادي غينيون• وقتها طلبه المدرب رابح ماجر للتنقل مع ''الخضر'' للعب مواجهة ودية في بلجيكا ولم يصارح والده سوى عندما استلم الدعوة رسميا• ونظرا لصغر سنه لم يشارك في المباراة، لكنه لعب بعد ذلك أول مواجهة له مع ''الخضر'' مع منتخب الآمال بملعب تشاكر ضد المنتخب الغاني ومن أول مباراة صنع هدف الفوز الذي وقّعه وقتها عنتر يحيى• وقد كان هذا التألق كافيا لكي يستدعى بانتظام للمنتخب الجزائري ليبقى يوم 20 جوان 2004 يوما مشهودا في مشواره لكونه لعب لأول مرة لمنتخب الأكابر ضد زيمباوي ويحقق حلم العمر الذي طالما راوده وهو مستمر وسيزداد كبرا في حال تمكّن ''الخضر'' من العودة للنخبة العالمية• خيبة بإمضاء مدرب بلجيكي انضمام مجيد للمنتخب الوطني جعله في غاية السعادة بحمله للألوان الوطنية، لكنه لم يتقبّل صدمة إبعاده من ''الخضر'' بعد رحيل ماجر وقدوم واسيج الذي لم يستدعه لمباراة الغابون مثلما لم يستدع أيضا كل من زياني وبوتابوت• لكن حسرة مجيد كانت أكبر لكونه كان يحلم وقتها باللعب في عنابة لتزداد حسرته بعد النتيجة البهلوانية التي انتهى عليها ذلك اللقاء من فلسفة المدرب البلجيكي، حيث خسرنا بقواعدنا بثلاثية نظيفة• سيلعب في مصر ولو برجل واحدة أكد لنا السيد عبد الوهاب بوفرة أن إصابة ابنه وبتأكيد من المعني بالأمر لا تدعو إطلاقا للقلق وسيشارك في مصر ولو برجل واحدة، لأن الوصول إلى المونديال سيكون تاريخيا لكل الجزائر• وعاد لمباراة الذهاب ضد الفراعنة• حيث من شدة فرحته أهداني في تشاكر القميص الذي لعب به وطلب مني أن أحتفظ به أكثر من أي شيء آخر وأنا أعتبره اليوم أفضل وأشيك ملابسي وسأرتديه يوم 14 نوفمبر مثلما فعلت ذلك في كل المواجهات الأخيرة ليكون فأل خير علينا إن شاء الله لأحتفل به بوصول الجزائر إلى المونديال وهو ما وعدني به، حيث يؤكد في كل مكالماته معي في المدة الأخيرة أن الجزائر ستفوز في القاهرة• نقاط في حياة الماجيك يعتبر مجيد ابنتيه ''هيليا'' و''إيياس'' شمعتان يضيئان طريقه بالنور والأمل وهما ثمرتا زواجه من جزائرية مغتربة تعيش في فرنسا وبالضبط من عائلة جبيلي من قسنطينة، حيث تزوجها صيف 2005 بفرنسا وهو ابن 23 سنة ربيعا• يعد الأسطورة لخضر بلومي اللاعب المفضل لدى الماجيك الذي كان يعشق كثيرا ما يقوم به الفنان لخضر فوق الميدان• شغفه والتزاماته بكرة القدم جعله في صغره يكتفي بزيارة الجزائر في العطلة الصيفية فقط فكان يقضي صيفا عند أعمامه بعنابة والصيف الموالي عند أخواله في حجوط• يعشق الماجيك البوراك العنابي كثيرا وفي زياراته لبونة يتردد كثيرا على تناوله بمختلف طرق تحضيره مرة باللحم ومرة بغلال البحر••• بعد الذي لاقاه بوفرة من زفينكا الذي أخرجه من فرنسا وليس من الجنة بسبب صومه رمضان، فقد أعطاه هذا الأمر احتراما وتقديرا كبيرين من أنصار غلاسكو الذين يهتفون له بكونه صائم ويقود فريقهم للانتصارات• يعشق الماجيك كثيرا أغاني المالوف والعيساوة وحتى القصبة كما يقضى أوقاتا طويلة في لعب البلياردو وألعاب الفيديو• ولد مجيد بوفرة في ديجون المعروفة بكثرة محتشداتها وبنائاتها الفوضوية، وكبر في ظروف جد قاسية في هذه المناطق المخصصة للفقراء والتي لا مكان للأغنياء فيها، لكنه تربى على الأخلاق الحسنة والآداب الرفيعة وذلك في جو عائلته التي تتكون منه إضافة لأبيه وأمه وأختيه وأخويه وترتيبه هو ما قبل الأخير في العائلة•