اتُهم جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد)، الذي يوصف عادة بأنه جهاز احترافي خارق، بعمل "هواة" وبارتكاب خطأ فادح، بعد أن تبين أن سبعة ممن وردت أسماؤهم ضمن القائمة ال11 التي أعلنتها شرطة دبي للمشتبه فيهم بالمشاركة في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، محمود المبحوح، في دبي الشهر الماضي، يعيشون في إسرائيل. وأكدت الحكومتان البريطانية والإيرلندية أن جوزات سفر التاي استخدمها المشتبه بهم مزورة، حيث قالت لندن إنها تعتقد أن جوازات سفر البريطانيين الستة المشتبه بهم مزيفة، بينما قالت إيرلندا إن أسماء غيل فوليارد وإيفان ديننغز وكيفن دافيرون، بالإضافة إلى أرقام جوازات سفرهم لم تتطابق مع أي جوازات صادرة عن إيرلندا. واعتبر عدد من الملاحظين أن المخابرات الإسرائيلية، المتهم الأول في اغتيال قيادي حماس، قامت بسرقة هوية الاشخاص المشتبه بهم، بعد أن نفى عدد من الاشخاص، الذين وردت أسماؤهم بأن يكون لهم أي ضلع في عملية الاغتيال. ومن بين هؤلاء ميلفين ميردنر، وهو بريطاني يقيم قرب القدسالمحتلة، الذي نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عنه قوله إنه "لا علاقة له بالاغتيال وأنه لم يزر دبي مطلقا وأنه يبحث ما يمكنه عمله لتبرئة نفسه". وبحسب تقارير إخبارية لا تطابق صورة "ميلفين آدم ميلدنر" التي نشرتها شرطة دبي صورة لميلدنر المقيم في إسرائيل على موقع "تويتر" على الانترنت، رغم أنها تحمل بعض الملامح المشابهة. وأصر ميلدنر على أنها ليست صورته. من جهته، قال بول كيلي (42 عاما) وهو بريطاني يعيش في مستوطنة في شمال إسرائيل منذ 15 عاما لصحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية إنه لم يغادر إسرائيل منذ عامين وإنه "يشعر بالقلق الشديد لأنه لم يفعل شيئا سيئا حسب تعبيره". واعتبر محللون إسرائيليون وغربيون أن أصابع الاتهام توجه بشكل مباشر الى "الموساد" في اغتيال المبحوح، وقال المراسل الامني للقناة العاشرة الاسرائيلية، أعلون بن ديفيد: "هذه قضية سرقة هويات، وتجعل عملية دبي ضمن إطار أعمال الهواة. فاذا كان الهدف إخفاء شخصية المنفذين، فلماذا تجعل الأصابع توجه إلى إسرائيليين؟".