أضحى ضعف التغطية بالخدمات الصحية المقدمة لمواطني بلدية فيض البطمة بولاية الجلفة، الهاجس الأكبر لأهالي المنطقة، والذين ظلوا لسنوات طويلة يدفعون هذا التغاضي والتجاهل من قبل الجهات والمصالح الوصية لمختلف نداءاتهم المتكررة بضرورة تسجيل مشروع مستشفى لسكان الجهة. فيض البطمة هي إحدى دوائر ولاية الجلفة التي انبثقت عن التقسيم الإداري الأخير لسنة 1984، والتي تضمن في كنفها أكثر من 25 ألف نسمة، ظلت لسنوات طويلة من الزمن تعاني الكثير من النقائص في العديد من المجالات الحيوية من خلال انعدام توفر العديد من المرافق الضرورية التي من شأنها ضمان الحياة الكريمة لسكانها. فضعف التغطية بالخدمات الصحية يظل الهاجس الأكبر الذي يؤرق المواطنين ومطلب تحسينه يبقى من أولوية الأولويات لسكان الجهة. ورغم توفر البلدية على وحدة متعددة الخدمات الصحية، إلا أن هذا الهيكل لا يحمل من الصحة إلا الإسم فقط، فهو يعاني الكثير من النقائص التي من المفروض أن تتوفر عليها أي وحدة صحية، ومن ذلك انعدام الإطار الطبي الضروري في العديد من الاختصاصات، سيما ما تعلق منها بطب النساء والأطفال والجراحة، حيث كثيرا ما يتم تحويل المرضى إلى مستشفيات كبريات مدن الولاية كمسعد والجلفة. كما يضاف إليها انعدام المستلزمات الصحية الأخرى الواجب توفرها، كالأدوية والمحاليل المخبرية وأجهزة الكشف بالأشعة، الوضع الذي يترتب عنه عبء ثقيل وتكاليف باهظة تأتي على عاتق المواطن من حيث صرفه لمبالغ مالية معتبرة. مقابل ذلك، لجأ البعض من المرضى خصوصا ذوي الدخل الضعيف أوأولئك الذين يعيشون تحت طائلة الفقر، إلى الاعتماد على الطب التقليدي بالرغم من المخاطر الصحية التي قد تنجر عن مثل هذا العلاج. أهالي المنطقة اعتبروا تسجيل وبرمجة مشروع إنجاز مستشفى بالجهة صار اليوم أكثر من ضرورة ملحة في ظل الواقع الصحي المتدني الذي تعرفه المنطقة، مطالبين السلطات العليا بضرورة مراعاة انشغالاتهم ورفع الغبن عنهم.