ماذا عن المباراة الثانية ضد المنتخب الإنجليزي؟ من الصعب تجاوز الإحباط النفسي الذي نعيش على وقعه بعد الهزيمة غير المستحقة في المقابلة الأولى، لكننا مرغمون على مسايرة الأحداث، وقد طوينا صفحة النكسة، بتجاوز الصدمة، والشروع في التفكير في مستقبلنا في هذا الحدث الكروي العالمي، لأن مأموريتنا أصبحت صعبة ومعقدة، لكنها ليست مستحيلة، وكل تركيزنا منصب على لقاء هذا الجمعة، لأننا مطالبون بتفادي الهزيمة لاستعادة الثقة في النفس والإمكانيات، وبالتالي تفادي الإقصاء المباشر بعد هذه المواجهة، رغم أن الوضع يختلف مقارنة بما كان عليه في المقابلة الأولى ضد سلوفينيا، لأن الخصم من العيار الثقيل، وهو منتخب إنجلترا الذي قدم إلى جنوب إفريقيا بحلم التتويج باللقب، ورغم ذلك فإننا لن نبقى مكتوفي الأيدي وسندافع عن حظوظنا إلى غاية آخر لحظة من عمر المقابلة لأننا نعلم جيدا أن الخسارة تعني الإقصاء. تبدو متفائلا بالقدرة على رفع التحدي أمام الإنجليز. فما سر هذا التفاؤل؟ ليس هناك أي سر، لأن الثقة في النفس شرط أساسي من أجل تنشيط منافسة بحجم المونديال، لأن تأهلنا إلى جنوب إفريقيا جعلنا ضمن قائمة أفضل المنتخبات على الصعيد العالمي، وهو إنجاز لا بد أن نفتخر به، ونكسب به الثقة في إمكانياتنا. وعليه فإنه ومهما كان حجم المنافس، فإننا لا بد أن نتسلح بالثقة في النفس والإمكانيات، والمنتخب الوطني يصبح كبيرا عندما يواجه المنتخبات المصنفة في خانة العمالقة، والكل يتذكر المردود الكبير الذي قدمناه في اللقاءين الوديين ضد كل من البرازيل والأرجنتين في صائفة 2007، لكننا فشلنا في التأهل إلى كأس أمم إفريقيا أمام غينيا بالجزائر. وعلي،ه فإننا متفائلون بتسجيل نتيجة إيجابية، واللاعبون تحدوهم عزيمة كبيرة لرفع التحدي، ليس لأن المنافس هو منتخب إنجلترا، ولكن من منطلق الوضعية التي أصبحنا نتواجد فيها عقب الهزيمة أمام سلوفينيا، حيث أصبحنا لا نملك خيارا آخر سوى تفادي الهزيمة لتجنب الإقصاء المبكر، لأن الإنهزام سيجعلنا من أول المنتخبات التي ستودع المونديال، وهي معطيات تزيد من عزيمتنا للصمود أمام الإنجليز. تبدو متفائلا جدا؟ هذا أمر طبيعي لأن منتخب إنجلترا سيسعى بدوره إلى تدارك التعادل المسجل في اللقاء الأول ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأن الإنجليز لم يظهروا بمستواهم الحقيقي في تلك المباراة، وأظهروا ارتباكا كبيرا في الدفاع. وعليه، فمن المنتظر أن يكثفوا من العمل الهجومي، والرقابة اللصيقة على لاعبي وسط الميدان والهجوم شرط أساسي، لأن مهاجمين من أمثال واين روني وبيتر كراوتش يستغلون أبسط الفرص لتسجيل الأهداف. وبالتالي، فإن اليقظة في الدفاع أمر ضروري، لأننا نبحث عن نقطة التعادل على الأقل، كما فعل المنتخب الأمريكي. وقد عاين الشيخ سعدان بعض أشرطة الفيديو وهو الأجدر بوضع الخطة التي يراها مناسبة لهذه المقابلة.