سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يؤكدون أن الإرهاب منتوج أمريكي وما عانته الجزائر كان برعاية واشنطن فيما أكد مدير مركز الإسلام والديمقراطية أن دمقرطة الأنظمة العربية سيحسن العلاقات معها
أكد الدكتور رضوان مصمودي، مدير مركز الإسلام والديمقراطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن تغير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية والإسلامية يبدأ باحترام الدول الإسلامية لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى تستطيع الدفاع عن نفسها بالخارج، بالإضافة إلى خلق صور جديدة للإسلام تدين التطرف والإرهاب، معتبرا أن عهدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرصة ذهبية لتحقيق ذلك، إلا أن مداخلات بعض المشاركين في النقاش أكدت أن واشنطن هي من صنع الإرهاب عبر العالم، بما فيه ذلك الذي كان في الجزائر لكسر شوكة الاتحاد السوفياتي. واستشهد الدكتور رضوان مصمودي، في ندوة نشطها أمس بمنتدى جريدة “الشعب”، بعدة نقاط اعتبرها مؤشرات لتحقيق علاقات أفضل بين العالم الإسلامي وواشنطن، منها الخطاب الذي ألقاه أوباما بالقاهرة واعتذاره عن مأدبة غداء نظمت على شرف بنيامين نتنياهو عند زيارته للولايات المتحدةالأمريكية، بالإضافة الى تكليفه عدة أمريكيين من أصول عربية بمهام، منهم جورج ميتشيل، المكلف بشؤون الشرق الأوسط. وقال إنه يتعين على الدول الإسلامية والعربية القيام بعدة مراجعات على الصعيد الداخلي، من خلال تطبيقها للديمقراطية واحترامها لحقوق الإنسان وقبول جميع الديانات مهما كان نوعها، معتبرا أن ذلك أساسي لتغيير صورة الإسلام والمسلمين لدى العالم الغربي. وأعطى المتحدث أمثلة عن قمع المملكة العربية السعودية التي تمنع بناء الكنائس على أرضها، بالإضافة إلى إعدام مسيحيين بأفغانستان وغيرها من الممارسات القذرة التي ألصقت بالإسلام نظرا للتصرف غير الصائب لبعض من يدعون أنهم يمثلون الإسلام. وأضاف أنه يتعين على علماء الدين بذل المزيد من الاجتهادات حتى يكون هناك نوع من التكيف بين الحاضر والقيم الروحية التي أتى بها الإسلام، معتبرا أن الغرب لا يعرف الإسلام إلا من خلال النماذج السيئة ولهذا فلابد للمسلمين من التعريف بأنفسهم بصورة مستمرة وجيدة وأن تكون الأنظمة العربية نموذجية حتى تستطيع التأثير. كما أشار أن الجالية العربية والمسلمة المتواجدة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، المقدر عددها ب 10 ملايين مسلم، تسعى إلى التواجد بالمؤسسات الأمريكية، حتى تستطيع التأثير فيما بعد على السياسة الخارجية الأمريكية تماما مثلما يفعل اللوبي اليهودي، الذي اعتبر أن اليهود الأمريكان ليسوا جميعا متطرفين وإنما نسبة قليلة منهم. وتأسف الدكتور لوجود تراجع كبير في الحريات الدينية بالدول العربية باسم الاسلام، وقدم أدلة من القرن الرابع عشر أين كان المسلمون واليهود والمسيحيون يتعايشون جميعا على أرض واحدة دون إكراه أي أحد للآخر. وخلال جلسة النقاش، اعتبر المتدخلون أن الإرهاب هو صنيع الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي أوجدته ودعمته من أجل القضاء على الاتحاد السوفياتي، مشيرين الى أن الإرهاب الذي انتشر في الجزائر كان يستمد دعمه من الجماعات الإرهابية العالمية التي تدعمها أمريكا، لكن أحداث 11 سبتمبر التي هزت واشنطن ومستها في الصميم جعلتها تغير سياستها، وشككوا في كون الولاياتالمتحدةالأمريكية نموذج للديمقراطية بدليل تطبيق الإعدام والسجون السرية للجهاز الاستخبارات الأمريكية وسجن غوانتانامو وأبوغريب. كما أشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بمناسبة تدخل له، أن خطاب الإدارة الأمريكية مختلف تماما عن الواقع، مستعرضا نماذج الحروب التي تشهدها أفغانستان والعراق وحتى فلسطين، مع استمرار دعم إسرائيل، مستشهدا باللقاءات التي أجراها مع عدة قادة أمريكيين، منهم كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الخارجية، هيلاري كلينتون. وأرجع عدم وجود نوايا في تغير السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي والعربي، تواجد اللوبي الصهيوني داخل أجهزة القرار الأمريكية، مضيفا أن المصالح الأمريكية المرتبطة بمنابع النفط والماء والطاقة هي التي تحدد معالم السياسة الخارجية الأمريكية. وبرر إيجاد مشروع الشرق الأوسط الكبير بالرغبة الأمريكية في إزالة جميع الفوارق والقضاء على ثنائية العرب والمسلمين، وهذا حتى يتسع الشرق الأوسط الكبير حتى للعجم ولغير المسلمين، مشيرا إلى أن إسرائيل تلعب دورا بارزا في تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية وعلى هذا الأساس تلقى المساندة. واعتبر أن الدعم الذي تقدمه أمريكا لبعض الدول مؤشر على تطبيقها لسياسة الانتشار، حيت تخصص دعما سنويا قيمته 500 دولار أمريكي لكل مواطن إسرائيلي، مقابل 20 دولارا لكل مواطن مصري و5 دولارات لكل مواطن باكسيتاني. وأضاف أن الأشخاص بإمكانهم لعب دور لا يستهان به في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، مستشهدا في هذا المضمار بانحياز كيسنجر عندما كلفه الرئيس الأمريكي، نيكسون، بعقد لقاء مع بريجنيف حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، فانحاز إلى أفكار اللوبي الصهيوني ولم يطبق توصيات رئيسه.