تشهد ولايات برج بوعريريج، ورڤلة، باتنة، بسكرة، وادي سوف والمسيلة منذ الخميس الفارط ندرة حادة في حليب الأكياس الذي تنتجه ملبنة الحضنة المتواجدة بالمنطقة الصناعية بولاية المسيلة، حيث عرفت المحلات التجارية والأماكن المخصصة لبيع الأجبان ومشتقاتها طوابير طويلة من المواطنين والسيارات التجارية، بحثا عن حليب الأكياس الذي يعد من المواد ذات الاستهلاك الواسع وجد المواطنون أنفسهم مجبرين على شراء حليب البودرة وحليب الأبقار الذي قفز سعره من 40 دينار إلى 55 دينارا للتر الواحد منذ الجمعة الماضي. وأجمع العديد من المواطنين ممن تحدثوا ل”الفجر” أن التجار فرضوا منطقهم خلال هذه الأيام حيث يفرض على المواطن شراء علب الياوورت أو الجبن أو الزبدة، مقابل حصولهم على حليب الأكياس أو البودرة، ويعللون ذلك بالقول إن تجار الجملة فرضوا عليهم نفس الإجراء، وهو ما رفضه أغلب المواطنين. ولتقصي الحقائق أكثر تنقلت “الفجر” إلى ملبنة الحضنة وتحدثت إلى المكلف بالشؤون القانونية والعلاقات العامة، الذي أكد أن الملبنة توقفت عن إنتاج حليب الأكياس منذ الخميس الماضي بسبب نقص مياه الآبار الارتوازية الثلاثة الموجودة على مستوى المصنع، حيث أصبح منسوب مياهها لا يغطي الاحتياجات اليومية لإنتاج الحليب المقدرة ب700 متر مكعب يوميا، حيث صارت لا تتعدى 100 متر مكعب يوميا، مشيرا إلى أن احتياجات المصنع تجاوزت 1500 متر مكعب يوميا بعد الانتهاء من مرحلة التجارب الخاصة بتوسعة وحدة الإنتاج. وأشار ذات المتحدث إلى أن المشكل تعاني منه الملبنة منذ ستة أشهر مضت قام خلالها مسؤولو الملبنة بإشعار جميع الجهات المعنية منها السلطات الولائية “التي طلبنا منها التدخل لإيجاد حل”، غير أنه لا حياة لمن تنادي. و”ها هي الوحدة تتوقف عن الإنتاج لذات السبب الذي حاولنا أن نجد له حلا واقترحنا على الجزائرية للمياه أن نتكفل بجلب المياه من بئرنا الارتوازية الموجودة بمنطقة مزرير الذي يضخ 35 لترا في الثانية”. وأشار محدثنا إلى قيامهم بإنجاز قناة الجلب وصولا إلى الخزان الرئيسي الموجود بالمكان المذكور بغلاف مالي قدره 400 مليون سنتيم، على أن يتم استغلال 20 ل/ ثا للمصنع ويتم توزيع الكمية المتبقية والمقدرة ب15 ل/ ثا على السكان، إضافة إلى إمكانية فوترة المياه من قبل الجزائرية للمياه، مضيفا أن الاقتراح المذكور لازال ساري المفعول غير أن الجهة المذكورة لم تبد موافقتها على العرض، ولا مديرية الري تدخلت هي الأخرى لتساهم في حل المشكل. من جهة أخرى، أكد مصدر مسؤول بمديرية الري بالولاية أن إدارة الملبنة تقدمت بطلبها من أجل التزود بمياه بئر منطقة مزرير في 26 جويلية المنصرم، وأن الملف سيدرس بصفة عادية ملقيا باللائمة على مسؤولي المصنع الذين لم يتحركوا في الوقت المناسب، حيث انتظروا إلى غاية الشهر المذكور لطرح القضية، وهي الفترة التي تشهد طلبا متزايدا على مياه الشرب، مشيرا إلى أن الأولوية تمنح للمواطنين بالدرجة الأولى، حيث لا يعقل كما قال أن نقطع المياه عن السكان ونزود بها مصنعا، مشيرا إلى أن الإشكال مطروح على مستوى الجزائرية للمياه التي تتحمل المسؤولية الكاملة في حالة حدوث تذبذب في التوزيع اليومي للمياه على سكان مدينة المسيلة، من جهة أخرى تنقلنا إلى مديرية الجزائرية للمياه للاستفسار عن الموضوع غير أننا لم نتمكن من ذلك بسبب غياب المدير.