بعث الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، بتعليمة إلى الأمناء الولائيين للحزب، يطلب منهم فتح الأبواب أمام الانخراط المستمر، والعمل على توسيع القاعدة، وجلب المزيد من المناضلين الجدد، بغرض الاستعداد لدخول معترك الاستحقاقات المقبلة وتسطير استراتيجية جديدة تسمح باستعادة الحزب الريادة على الساحة السياسية الوطنية، والتي كان قد ضيعها سنة 2002 أمام الأفالان شريكه في التحالف. ذكرت مصادر قيادية من التجمع الوطني الديمقراطي، أن “الأمين العام للحزب أحمد أويحيى، بتاريخ 27 أوت، طلب في مراسلة من الأمناء الولائيين، التكثيف من العمل التحسيسي والجواري، وحث منسقي المقاطعات الإدارية والبلديات على العمل من أجل جلب المزيد من المنخرطين في صفوف الحزب، تحسبا لدخول المعترك الانتخابي المقبل”. وأضافت نفس المصادر أن هذه التعليمة التي بعثها الأمين العام بتاريخ 27 أوت، كانت بمثابة تذكير للتعليمة التي كان قد بعثها للأمناء الولائيين بتاريخ 16 جوان المنصرم، والتي أكد فيها المسؤول الأول عن الأرندي، على ضرورة التركيز على العمل الجواري مع العمل على استقطاب النساء والشباب، لا سيما أصحاب الكفاءات الذين بإمكانهم إعطاء دفع كبير لتقدم الحزب في المستقبل. وينوي الأرندي التحضير بجدية كبيرة للاستحقاقات المقبلة، سواء تعلق الأمر بالانتخابات التشريعية أو المحلية المقررتين سنة 2012، لاستعادة مكانته الريادية السابقة، خاصة أنه كان يشرف على تسيير البرلمان بغرفتيه، بالإضافة إلى غالبية المجالس المنتخبة الولائية والبلدية، خلال العهدة الممتدة من 1997 إلى 2002، قبل أن يتلقى هزيمة على يد حليفه في الحكومة، جبهة التحرير الوطني. وبالنسبة لقيادة الأرندي، فإن “الفرصة مواتية لتنظيم الصفوف وتسطير استراتيجية جديدة، من شأنها تدعيم حظوظ وفرص الحزب، للفوز بالأغلبية خلال الانتخابات المقبلة”. وهو الرهان الذي يعتبره مسؤولو الأرندي “المهمة التي يمكن تحقيقها، بالنظر إلى المعطيات التي شهدتها الساحة السياسية الأخيرة، أثناء انتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة، التي عرفت تقدما كبيرا للأرندي على الأفالان، رغم أن هذا الأخير بحوزته ضعف عدد منتخبي الأول، كما أن العديد من المتتبعين لمستجدات الساحة السياسية الوطنية “يؤكدون احتمال حدوث مفاجآت، بالنظر إلى المعطيات التي تميز بعض الأحزاب نتيجة الصراعات الداخلية، خاصة مع عملية تجديد هياكلها التي خلفت انشقاقات عميقة في صفوف مناضليها، ما ينبئ باحتمال لجوئها إلى مساندة حزب آخر غير حزبها”.