تعقد حركتا التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” والمقاومة الإسلامية “حماس” اليوم الثلاثاء اجتماعا ثنائيا في دمشق لاستكمال بحث إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي أعلن مسؤولون في الحركتين أن الاجتماع سيبحث في ملف الأمن وهو آخر الملفات العالقة بين الطرفين بعد أن أعلنوا في نهاية سبتمبر الماضي عقب اجتماع ثنائي عن إنهاء الخلاف بشأن ثلاثة ملفات عالقة هي منظمة التحرير ولجنة الانتخابات ومحكمة الانتخابات. وتحدثت مصادر مطلعة على مجريات الحوار الفلسطيني قائلة إن “الملف الأمني يعد شائكا ومعقدا، خاصة عند الحديث عن تفاصيل عملية إعداد أجهزة الأمن وعدد منتسبيها وشكلها إلى جانب الوضع المستقبلي للأجهزة الأمنية التي تديرها حركة (حماس) حاليا في غزة”. وكان وزير الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها “حماس” فتحي حماد قال أمس “إن حماس تريد تحقيق مصالحة فلسطينية تراعي الوقائع الأمنية التي ثبتها القطاع خلال الأعوام الثلاثة الماضية”. وفي المقابل أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام أن ملف الأمن الفلسطيني “لا يمكن إلا أن يكون بيد واحدة ومرجعية واحدة وقيادة واحدة وأنه لا مجال للتقاسم مع (حماس) بشأنه”. وغادر القيادي في “حماس”، إسماعيل الأشقر، أمس قطاع غزة من معبر رفح البري مع مصر إلى مطار القاهرة الدولي ومنه إلى سوريا لحضور الاجتماع إلى جانب وفد “حماس” المتواجد في دمشق. ومن جهته شدد النائب بسام الصالحي أمين عام حزب “الشعب” الفلسطيني على “وجوب التوصل إلى مرجعية واحدة بشأن قيادة الأجهزة الأمنية في أي اتفاق مصالحة فلسطينية قادم”. إلا أن الصالحي أكد في تصريحات لإذاعة “صوت فلسطين” اليوم أن “هذه المرجعية يجب أن تقوم على مبدإ أن الأمن لن يكون حزبيا بل تقوده قيادة موحدة وفق أسس متفق عليها وقانون يضبطها”. واعتبر الصالحي أن “هناك حاجة لتوافق فلسطيني شامل بشأن الملف الأمني بما يشمل العقيدة الأمنية ومرجعية الأجهزة الأمنية وعلاقتها بالمقاومة والقانون حول التنسيق الأمني”. يشار إلى أنه إذا ما تم الاتفاق بين “فتح” و”حماس” على ملف الأمن سيصار إلى توقيع الأخيرة على الورقة المصرية للمصالحة التي طرحتها القاهرة في أكتوبر من العام الماضي ليتم عقبها البدء في تطبيق بنود الاتفاق. و من جهة أخرى وفيما توجه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للولايات المتحدةالأمريكية لعقد لقاءات مع المسؤولين الأمريكيين اليوم الثلاثاء، لبحث مستقبل عملية السلام، أكدت مصادر إعلامية عربية أن هناك تحركات مصرية في ظل تعهدات أمنية أردنية لإسرائيل بهدف استئناف المفاوضات المباشرة بين القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، للوصول إلى اتفاق سلام لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأوضحت المصادر أن التحركات المصرية لإعادة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات جاءت فيما يقوم رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بزيارة واشنطن وعقد مباحثات مع المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل.