أوفدت باريس نائب الأميرال، فليب كومب، مساعد رئيس أركان الجيوش الفرنسية إلى الجزائر، الأسبوع الجاري، لبحث ملفات أمنية مع المسؤولين الجزائريين، وعلى رأسها ملف الأمن في الساحل وتهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إسرائيل تحذر رعاياها من عمليات خطف تنفذها القاعدة في المنطقة وقضية الرهائن الخمسة، في حين حذرت إسرائيل من خطورة التوجه إلى منطقة الساحل على خلفية معلومات تتعلق بتحضير تنظيم القاعدة للقيام بعمليات خطف تستهدف على وجه الخصوص الإسرائيليين. حسبما أعلنت عنه السفارة الفرنسية في الجزائر فإن المسؤول العسكري الذي وصل الجزائر الاثنين المنصرم، وتندرج زيارته في إطار اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون على الصعيد الدفاعي، بحث مع مندوبين عن وزارة الدفاع ملف الأمن في الساحل، حيث أجرى محادثات مع الجنرال، محمد زناخري، مستشار وزير الدفاع. وأوضحت السفارة أن كومب بحث مع محاوريه الجزائريين في مسائل أمنية تهم البلدين، وخصوصا ملف الساحل، حيث ماتزال باريس تواجه صعوبات في حل مشكلة الرهائن الخمسة المختطفين منذ سبتمبر المنصرم، ولم تنجح عملياتها العسكرية التي تعارضها أطراف عديدة وحتى الخبراء الأمنيين في إنهائها على الوجه المطلوب. يلاحظ أن زيارة المسؤول الفرنسي تأتي أياما قليلة فقط بعد زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي المكلف بالأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، جون برينان، إلى الجزائر، والتي جاءت بدورها مباشرة بعد زيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يطرح تساؤلات حول دور واشنطن في “إدارة” الملفات الأمنية بين الجزائر وباريس، ودرجة الوساطة التي تلعبها الولاياتالمتحدةالأمريكية المعروفة بعلاقاتها “الجيدة” مع الجزائر فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب بين الجزائر وباريس، حيث يسجل أن “العلاقات الأمنية” بين البلدين، إن صح القول، لا تسير على الوجه المطلوب بسبب مواقف الاليزيه و”تصرفات” باريس في منطقة الساحل المعارضة للتوجه الجزائري المتمسك بضرورة ترك مشكلة الأمن في الساحل على عاتق الدول المعنية بها واحترام سيادتها بعدم التدخل الذي تساهل بشأنه موريتانيا ومالي والنيجر. وكانت واشنطن قد “نجحت” في تقديم مساعدة لفرنسا من خلال الجزائر فيما يتعلق بقضية الرهائن الخمسة بعدما حصلت على موافقة لتحليق طائراتها الاستطلاعية في الأجواء الجزائرية والقيام بعملية مسح لمساعدة باريس على الحصول على معلومات حول مكان تواجد رهائنها. وفيما يتعلق بالتعاون العسكري الجزائري الفرنسي، فقد صدق مسؤولا البلدين على مشاريع الأنشطة المسطرة للسنة الجارية وتتضمن في مجملها بالقيام بزيارات لمنظمات أو وحدات في قطاعي التسلح والصحة العسكرية، وقد بلغ عدد النشاطات المشتركة المنفذة خلال السنة المنصرمة أربعين نشاطا تعتبره السفارة الفرنسية دليلا على المستوى الجيد للعلاقات العسكرية بين البلدين. من جهة أخرى، حذرت إسرائيل مواطنيها من خطر تعرض “إسرائيليين ويهود” للخطف في منطقة الساحل الإفريقي على يد جماعة موالية لتنظيم القاعدة، وحسبما نشر عن مكتب مكافحة الإرهاب التابع لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فان التحذير الإسرائيلي جاء على خلفية “تهديدات ملموسة” و “معلومات بلغت السلطات الإسرائيلية تفيد بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعد لشن هجمات وبشكل أساسي عمليات خطف تستهدف على وجه الخصوص إسرائيليين ويهودا” ، وحددت إسرائيل الدول المعنية بالتحذير وهي مالي وموريتانيا وكوت ديفوار وتوغو، وبوركينا فاسو وشرق السنغال وشمال نيجيريا.