نظمت أكاديمية المجتمع المدني الجزائري لمكتب جسر قسنطينة، وبالتعاون مع المركزيين التجاريين “طيبة” و”حمزة” الواقعين ببلدية باش جراح، بالعاصمة، معرضا للألبسة والحلويات التقليدية، بمناسبة اليوم العالي للمرأة المصادف لثامن مارس من كل عام، في التفاتة تهدف إلى التعريف بنشاطات المرأة الجزائرية الماكثة حيث أبدعت أنامل النساء في إعداد أشهى وأطيب أنواع الحلويات والأطباق التقليدية، وتفنّنت أخريات في خياطة أجمل وأبهى الملابس التقليدية التي تنوعت وتعددت على اختلاف ربوع الوطن. أول ما يشد انتباه الزائر، هي الأصناف المتعددة للحلويات التقليدية التي زينت المكان بألوانها وأشكالها الأخّاذة، وسلبت عقول النساء اللاتي مكثن طويلا يمتّعن أبصارهن بما أجادت نساء جزائريات أصيلات في صنعه، كما أثبتن قدرة خارقة على تجسيد الإبداع في أرقى صوره، إذ أثبتت نساء الجمعية جدارتهن في صنع ما لذّ وطاب من المحنشة، مقروط اللوز، القنيدلات، العرايش، الفانيد، القطايف والبقلاوة وغيرها من الأنواع التي حافظت على الأسس التقليدية فيها رغم عصرتنها بما يتماشى ومتطلبات محبي التنوع والتجديد. وخصص المعرض قسما هاما للألبسة التقليدية، باعتبارها تمثل جزءا لا يقل أهمية عن سابقيه من الذاكرة الجماعية للمجتمع الجزائري، فمن الكاراكو إلى القفطان، مرورا بالجبة القبائلية والشدّة التلمسانية، أضف إليه الفرڤاني القسنطيني والحايك العاصمي، وغيرها من الأزياء التقليدية الأصيلة التي يزخر بها وطننا الشاسع، حيث تفننت النساء في إبداع أحدث الموديلات، كما تم مزج الماضي الأصيل بالحاضر، في تزاوج متناغم، ترك لكل زمان ومكان خصوصياته المتميزة. واستطاعت النساء المشاركات في المعرض بذلك أن ينقلن الزائرات في جولة خاطفة لربوع الوطن الفسيح ليتعرفن على ما جادت به تلك المناطق من تراثيات، وجب صونها والمحافظة عليها للأجيال المتعاقبة. ولم يخلُ المعرض من العجائن، إذ تم عرض الكسكسي وطعام لحلو وكذا طعام الشعير التي اشتهرت بإعداده والمحافظة عليه كل من جداتنا وأمهاتنا على مرور الأزمنة والعصور، إذ ورغم ظهور الآلة إلا أنها لم تعوضه لدى الأسر الجزائرية، لأن ما تصنعه الأنامل الذهبية للمرأة والأم الجزائرية يلقى رواجا أكبر. وكان للخبز نصيب أيضا من المعرض، حيث حُول إلى أشكال خارجة عن المألوفة، كما تم إضافة بعض العناصر الجديدة له لتضيف نكهات وأذواق خاصة تتماشى مع أطباق معينة، تبيّن مدى الخيال الواسع الذي تتميز به المرأة الماكثة في البيت والتي وجدت مكانا يحتضن مواهبها ويبرز طاقاتها المتعددة، لتكون بصدق أميرة في مملكتها. ومن جهتنا، استطلعنا آراء بعض النساء اللاتي سجلن حضورهن في المعرض، حيث أجمعن على إعجابهن الشديد بما صنعته أيادي المتربصات، خصوص بالنسبة للحلويات التي أخذت طابعا جديدا وعصريا أكثر، يبيّن أن المرأة الجزائرية تطمح دائما إلى التألق والظهور، لكن تبقى متشبثة بالتقاليد والأعراف العريقة. ويشار إلى أن المعرض ذاته اختتم فعالياته يوم أمس الثامن مارس المتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، حيث نظمت ذات الجهة حفلة في قاعة الزهور التابعة لبلدية جسر قسنطينة، وتم فيها إلقاء محاضرة حول موضوع الخلع، بالإضافة إلى بعض العروض والنشاطات التكميلية كعرض للأزياء وغيرها، وتم في نفس الإطار تكريم كل من الممثلة القديرة بهية راشدي، بالإضافة إلى البرلمانية والإعلامية السابقة زهية بن عروس اللتان تعتبران مثالين ناجحين عن المرأة الجزائرية.