أرسل، أمس، رئيس الجمهورية ممثلا عنه لمحاورة الأساتذة المتعاقدين الذين يشنون ومنذ أربعة أيام تجمعا احتجاجيا مفتوحا أمام الرئاسة، حيث قام مندوب عن مؤسسة الرئاسة بالاستماع لمختلف انشغالات المحتجين الذين يبيتون لليوم الرابع في العراء خوفا من تفاقم الأوضاع بالمرادية التي سجلت محاولات انتحار حرقا وتسجيل عدة إصابات. لم ينته مسلسل المتعاقدين أمام مقر رئاسة الجمهورية، حيث تمسكوا بمواصلة الاحتجاج والاعتصام المفتوح لليوم الرابع على التوالي، وليلة أخرى قضاها المحتجون في العراء رغم سوء الأحوال الجوية التي ميزت ليلة أمس والأمطار الغزيرة التي تهاطلت، وكل هذا من أجل تحقيق مطلب الإدماج في مناصبهم الشاغرة بقطاع التربية الوطنية. وشهد أول أمس الثلاثاء تصعيد الاحتجاج، حيث لجأ المتعاقدون مرة أخرى إلى غلق الطريق وأوقفوا حركة المرور بإقادامهم على افتراش الأرض، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب بالقوة، مطوقة المكان تجنبا لحدوث محاولات انتحار بالحرق، مثلما حدث أول أمس، أين شهد التجمع محاولة أستاذين إبرام النار في جسدهيما، موازاة مع عدم تدخل الرئيس لإصدار قرار الإدماج، وسجل التدخل العنيف للأمن سقوط محتجين على الأرض وتسجيل إغماءات وإصابات. وبعد نصف أسبوع من الغليان أمام رئاسة الجهورية، أرسلت هذه الأخيرة مندوبا عن الرئيس حسبما نقلته رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، مريم معروف ل”الفجر” لمحاورة المحتجين، حيث استمع لانشغالاتهم ومعاناتهم بالتفصيل، مؤكدا أنه قد أرسل من أجل نقلها لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مضيفا أن مجيئه ليس بغرض طلب مغادرة المكان منهم أو توقيف الاحتجاج، بل للعمل على إيصال مطالبهم للمسؤول الأول للبلاد، متعهدا بحل قضيتهم في ظل يومين وقبل انتهاء العطلة الربيعة التي ستنهي الأسبوع المقبل. ولم يمنع ذلك المتعاقدين من مواصلة الاحتجاج، مؤكدين على ضرورة إعطائهم ضمانات لتحقيق مطلب الإدماج، مقابل العودة إلى منازلهم.