رجّح تقرير اقتصادي تواصل ارتفاع أسعار النفط في ضوء الاحتجاجات التي تشهدها بعض الدول المنتجة للنفط، خصوصا في ليبيا الدولة العضو في منظمة “أوبك”، مشيرا إلى أن دولا من الخليج وشمال إفريقيا، منها الجزائر، لن تتأثر كثيرا بارتفاع أسعار الغذاء في العالم، التي تسجل زيادات متتالية مؤخرا. قال المركز المالي الكويتي في تقرير يهدف إلى تحليل الاضطرابات السياسية الأخيرة في عدد من دول المنطقة، من حيث تقويم المخاطر الاقتصادية، إن أية قفزة في أسعار النفط ناتجة مباشرة عن الاضطرابات في المنطقة، وبخاصة ما يدور في ليبيا، فمنذ بداية العام قفزت أسعار النفط بنسبة 21 بالمئة، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى البلدان التي تشهد احتجاجات مثل ليبيا التي تنتج 1,6 مليون برميل يوميا، والجزائر التي تنتج 2,13 مليون برميل يوميا، وإيران التي تنتج 4,18 مليون برميل يوميا، فإن أسعار النفط مرشحة للارتفاع ما لم تهدأ الأوضاع. وأضاف التقرير أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي، تتمتع بكثافة سكانية، إذ يصل تعدادها إلى 320 مليون نسمة، وهي فقيرة إذ يبلغ متوسط الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد إلى 4400 دولار، كما أنها أقل توجهاً نحو الشكل التطويري مقارنة بدول التعاون بسبب شح الموارد الطبيعية وموازناتها المقيدة جدا. وتابع التقرير الصادر مؤخرا، أن دول مجلس التعاون الخليجي هي أقل عددا من حيث السكان، إذ يبلغ عددهم 40 مليون نسمة، وأكثر من نصفهم في السعودية، كما أن هذه الدول أغنى بسبب توفر النفط، إذ يصل متوسط الناتج المحلي الإجمالي للفرد إلى 38 ألف دولار، علاوة عن توجهها نحو التطوير إلى جانب وجود نموذج الرعاية الاجتماعية، وتوفير وظائف وإعانات ومنح وما إلى ذلك. وتطرق التقرير إلى معدل البطالة في المنطقة، وقال إنه منذ عام 2000، كان متوسط معدل البطالة في العالم العربي أعلى من 10 في المئة، وهو ضعف معدل البطالة الطبيعي الذي يتراوح بين 5 و6 بالمئة في الأسواق المتطورة، وأعلى من متوسط الأسواق الناشئة، إذ يبلغ 7،5 بالمئة، كما تعد التركيبة السكانية في المنطقة شابة جدا، إذ أن نحو 50 بالمئة منهم دون سن 25 سنة، وهو ما يتسبب في تدفق هائل لسوق العمالة سنويا، في حين أن خلق الوظائف لا يستطيع مواكبة هذه الأعداد من المدخلات، وهو نفس الشأن في الجزائر. وأشار التقرير إلى أن أعلى مستويات الفقر توجد في اليمن، إذ أن 45,2 بالمئة من السكان يعيشون دون أقل من دولارين في اليوم، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد حوالي 1230 دولارا، يليها العراق الذي يصل فيه معدل الفقر إلى 25 بالمئة والناتج المحلي الإجمالي للفرد يبلغ 2625 دولارا، وفي مصر يعيش 18 مليون فرد أو 20 في المئة تحت خط الفقر، وهو عدد يتجاوز سكان كل من الأردن وليبيا والكويت والبحرين وقطر مجتمعة. وذكر التقرير أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” أشارت إلى ارتفاع أسعار الغذاء في العالم للشهر السابع على التوالي بنسبة 3,4 بالمئة من مستويات ديسمبر الماضي، غير أن دول الخليج وشمال إفريقيا لن تتأثر كثيرا بتلك الارتفاعات، إذ تتسم هذه الدول بمستويات تضخم منخفضة نسبيا.