في بعض الأحيان تدفعني استفزازات بعض القراء إلى قول ما لا أريد قوله في حق قيادة حمس الحالية.. وما ذنبي أنا كإعلامي أن أكتب عن حمس ما دامت هي التي تصنع الحدث الإعلامي الغريب في البلاد بتصرفات قادتها الغريبة! أبو جرة سلطاني يقول لحوارييه إنه "طلب مقابلة الرئيس بوتفليقة لأخذ رأيه في الانسحاب من التحالف الرئاسي"! وأن الرئيس رد عليه عبر قناة غير رسمية بأن "انسحاب حمس من التحالف كبقائها في هذا التحالف.. لا تضر الرئيس إذا انسحبت ولا تنفعه إذا بقيت"! ما معنى أن يستشير أبو جرة الرئيس في الانسحاب من التحالف قبل أن يقدم على هذه الخطوة؟! والتحالف كان في الأساس حول الرئيس وبرنامج الرئيس؟! ماذا كان أبو جرة يريد أن يقول للرأي العام بهذه العملية؟! هل كان يريد أن يقول بأنه وحمس مع الرئيس وبرنامج الرئيس وضد بلخادم وأويحيى؟! وهل نسي أبو جرة أن بلخادم أمين عام حزب يرأسه الرئيس.. وأن أويحيى هو الوزير الأول لحكومة الرئيس؟! والأغرب من هذا كله هو أن أبو جرة يقول إنه انسحب من التحالف لأن شركاءه رفضوا تدوير رئاسة الحكومة؟! فهل بلخادم أو أويحيى يملك أي منهما قرار تدوير رئاسة الحكومة! فهذا القرار يعرف أبو جرة وغيره أنه من صلاحيات الرئيس وحده.. وهو الذي يدوّر الأمر أو يرفض تدويره!؟ وإذن فالاحتجاج بالانسحاب كان يجب أن يوجه للرئيس عوض أن يستشار ويأخذ رأيه في الانسحاب أو البقاء؟! مثل هذا الهزال السياسي الذي تمارسه قيادة حمس هو الذي يجعلني أكتب ما أكتب ولا شيء غير ذلك!؟ أبو جرة يمارس "الهف السياسي" مع قيادة حزبه وحوارييه لإيهامهم بأنه نسق مع الرئيس عملية انسحابه.. وأن هذه العملية موجهة لمساعدة الرئيس في الإطاحة بحكومة أويحيى وبلخادم التي استعصت عليه الإطاحة بها! وهو رخص سياسي لا مثيل له! ما كنت أتمنى أن تصل إليه حركة إسلامية نقية وواعدة أسّس لها بوسليماني ونحناح رحمهما الله! ولو كان أبو جرة يريد محاربة الفساد السياسي وغير السياسي بانسحابه من الحكم كما يقول.. كان عليه أن يقول لنا ما يعرفه عن هذا الذي اشترى فندقا في إسبانيا ب700 مليار مرة واحدة وعن علاقاته بوزراء حمس الذين رفضوا حتى حضور الاجتماع الذي قرر فيه أبو جرة الانسحاب من التحالف! هل هناك فرق بين هذا الذي يهرّب المال العام إلى إسبانيا ويستثمره هناك لتشغيل البطالين الإسبان وليس الجزائريين.. وذاك الذي مكّنته قيادة الأفالان من أخذ فندق الحزب في عبان رمضان بالعاصمة بالدينار الرمزي لأنه رجل أعمال الحزب؟! قيادات أحزاب التحالف أصبحت رموزا للفساد والمفسدين.. لوّثت الوطنية ولوّثت الإسلام وبهدلت السياسة.. وأضرّت بالوطن.. ولا أمل يرجى منها لا حاليا ولا مستقبلا! أنتم الآن تبحثون عن انسحاب آمن إلى مدريد أو اسطنبول.. أو حتى باريس ولندن.. بعد كل الذي ألحقتموه بالوطن من كوارث!