مؤسسات تربوية انهارت كليا ومسؤول القطاع يعجل بتقارير مفصلة لم يتمكن العديد من رؤساء المجالس البلدية والمديرين التنفيذيين بولاية تيزي وزو من التحكم في تسيير مواجهة العاصفة الثلجية التي اجتاحت المنطقة منذ قرابة الأسبوعين، ما اضطرهم إلى إطلاق نداء استغاثة ونجدة لفك الحصار المفروض على بلدياتهم ولاسيما تلك الواقعة عبر السلسة الجبلية لجرجرة، من خلال إمدادات من ولايات غرب ووسط البلاد التي أوفدت إلى تيزي وزو 41 جرافة. قالت مصادر محلية مطلعة ل”الفجر” إن الوضعية التي ما تزال متواصلة لن تمر بسلام على عدة مديرين تنفيذيين بفعل التصريحات المبالغ فيها، موهمين السكان بأنهم تحكموا في الوضع في الوقت الذي تبقى قرى بأكملها مدفونة تحت الثلوج بعين الحمام وإيفرحونن وامسوحال وواسيف، كما أنهم كانوا “بعيدين كل البعد عن الحدث” بعدما قطعت الثلوج جميع الطرق الوطنية الرابطة بين مناطق تيزي وزو والولايات المجاورة لاسيما الطريقين الوطنيين رقم 12 الممتدة من العاصمة إلى أقصى بجاية مرور بتيزي وزو وكذا رقم 15 بين البويرة وعين الحمام. وأضافت مصادرنا أن قطاع التربية من أكبر المتضررين، حيث تهدمت عدة مؤسسات تربوية ذات بناء جاهز في كل من بوجيمع، وتضررت ثانويتان مع سقوط أسقف سبع قاعات دراسة في الطور الابتدائي ببلدية بوزڤان، كما أن 20 بالمئة فقط من المؤسسات التعليمية استأنفت الدراسة فيها، لاسيما الواقعة في الوسط الحضري. وقد طالبت مديرية التربية أمس مختلف المديرين بإعداد تقارير مفصلة عن وضعية القطاع عبر الولاية، ما استدعى تدخل لجان القرى خاصة على مستوى قرية آث زيكي الواقعة أقصى شرق تيزي وزو التي تعد أكثر تضررا من هذه العاصفة الثلجية بعدما غابت السلطات الوصية عن إزاحة الثلوج وفك الحصار، ما استوجب تدخل السكان عبر منطقة حورة بعدما استحال على الجرافات الولوج إلى الداخل. أما قطاع الري الذي استبشر القائمون عليه خيرا بهذه الثلوج التي رفعت منسوب سد تاقسبت إلا أنهم تناسوا الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها قبل حدوث فيضانه قبل هذه العاصفة الثلجية، ولاسيما في ظل تهديد القاطنين حوله بعد امتلائه ب138 مليون متر مكعب بنسبة ارتفاع تصل إلى 76 بالمئة ما يعادل 19 مليون باحتساب السدود الثلاثة الأخرى منذ دخول فيفري الجاري، كما أن الخطر المحدق بالسكان هو تضرر الشبكة الكبرى العابرة لتيزي وزو والآتية من سد كدية أسردون بالبويرة نحو جنوب تيزي وزو، بعدما انجرفت التربة بمنطقة بونوح وأتت على جزء كبير منها ما استحال التدخل العاجل لشركة “أس أن سي لافالان” الكندية لإصلاح الخلل وقد تم تحويل عملية التزويد إلى سد تاقسبت لفترة مؤقتة ما حرم 120 ألف نسمة من الماء الشروب. وقالت ل”الفجر” أمس مصادر مسؤولة من خلية الأزمة التي يراسلها والي تيزي وزو، عبد القادر بوعزغي، إن هذه االخلية لم تشرع بعد في إحصاء مخلفات العاصفة الثلجية وسيتم الشروع في العملية ريثما يتم فتح الطرقات وفك الحصار عن المداشر والقرى مع بداية الأسبوع كأقصى تقدير.