ننتظر من المجلس الأعلى للفنانين قانونا يضمن للفنان تأمينا وتقاعدا محترما ما فائدة مهرجانات تكرم الفنان ب"ديبلوم"! نوه، مطرب الشعبي، عبد القادر شاعو في هذا اللقاء الذي جمعه ب”الفجر”، مؤخراً، بكون الفنان الجزائري أصبح اليوم يحتاج إلى قانون فعلي وفعال يحمي حقوقه التي لطالما كانت غائبة عنه، داعيا في الوقت نفسه كل محبي طابع الغناء الشعبي إلى ضرورة الاستفادة من تجربة من سبقوهم حتى يحافظ هذا النوع من الطبوع الفنية على رونقه.. أين انتم من كل هذا الغياب؟ غيابي في الفترة الحالية، راجع لكوني أشتغل على سلسلة من الأعمال الفنية التي أعتزم طرحها في الفترة المقبلة، فأنا أحاول قدر المستطاع الحفاظ على طابع الأغنية الشعبية، مع الإبقاء على تراثها، وإن كنت قد غبت لفترة وجيزة فذلك راجع لانشغال في التحضير لجديد فني يليق بالمستمع الجزائري، كما أنني متواجد في عدّة حفلات وسهرات فنية تقام هنا بالعاصمة وفي مدن أخرى بين الحين والآخر. سمعنا انك تحضر لصندوق غنائي يحتوي أجمل ما غنيت؟ صحيح لقد شرعت منذ مدة بالتحضير الأولي لهذا الصندوق الغنائي الذي سيضم 30 ألبوم غنائي لأجمل وأبرز قصائد الشعبي، وهو مشروع من تمويل وزارة الثقافة الذي تسعى لتوثيق ريبيرتوار الفن الجزائري بمختلف طبوعه. ماذا عن جديد الشيخ عبد القادر شاعو ؟ أقوم حاليا بتحضّير لألبوم يجمع أغني جديدة وقصائد مثل ”جلبتي حزني يا الباكية ” ” اللي سعد سعدو ”، ” قصتي معاك شحال قديمة ”، إضافة إلى قصائد الشاعر الكبير الذاقفالي وغيره من الشيوخ. ماذا عن مشاركتكم في احتفاليات الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب؟ تمّ استدعائي لاحتفاليات التظاهرة وأنا بصدد التحضير للبرنامج الذي سأقدّمه خلال هذه التظاهرة، وهو برنامج متنوع ومتعدد.
ما رأيكم في المجلس الأعلى للفنانين المنصّب مؤخرا ؟ مهمة المجلس الأعلى للفنانين الأولى هي وضع قانون الفنان الذي يضمن على الأقل منحتي التأمين والتقاعد للفنان إن شاء الله في نهاية العام الجاري سيكون المجلس حاضرا وكذلك القانون الخاص بالفنان. المهرجان الوطني لأغنية الشعبي، ماذا سيضيف لأغنية الشعبي؟ المهرجان الوطني لأغنية الشعبي فضاء مهم للأصوات الشابة الناشطة في مجال أغنية الشعبي، ولكني أتساؤل ما فائدة من تكريم الأصوات الجيدة والفائزة فيه ب ”ديبلوم”، ثم أين هي المتابعة، فأنا أعتقد أنّ على القائمين على هذا الفضاء أن يقدموا لأؤلاء المبدعين أكثر من”ديبلوم”، هؤلاء عليهم الاستفادة من دورات وتسجيلات في التلفزيون والإذاعة حتّى لا نضيّعهم كما ضيّعنا الكثيرين قبلهم. العديد من الأصوات تظهر بين الحين والآخر ولكنها لم ترتقي بعد إلى مستوى نجاح مؤدي أغنية الشعبي القدامى؟ لا اعرف أين يكمن السبب وراء ذلك هناك أصوات لا بأس بها ولكن إلى حد الآن لم تنجح بالقدر الذي تصبح فيه معروفة لا ادري أين هو المشكل وماذا ينقصهم بالضبط، أقول أن بعضهم يطمح إلى النجومية وهم في مهد مشوارهم الفني وهذا أعتبره خطأ، أنصح الشباب بالعمل الدؤوب وعدم الغرور، على الشاب أن يجالس من هم أكبر منه لتوجيهه والتحلي بالتواضع فليس كل من يغنّي يسمى فنان. تجربة الديو بين فنانين مغمورين وآخرين شباب هل تساعد على تطوير والمحافظة على طابع الشعبي؟ في الواقع أنا لا أحب الإكثار من الأغاني الثنائية قدمت تجربة مع الفنان محمد لامين في أغنية قلبي صبح ملكها حيث عرض علي الفنان الأغنية وعندما استمعت للكلمات واللحن أعجبتني ووافقت على تأديتها معه ونجحت الأغنية واعتقد أن شهرة محمد لامين زادت قليلا بعد تلك الأغنية، مؤخرا تعاملت أيضا مع الفنانة ندى الريحاني في أغنية ”يا بابا”، وندى صوت جميل وقوي وكانت الأغنية ناجحة أيضا غير أنها غير مسجلة في كاسيت ولم تسجل بعد في التلفزيون. بالنسبة لي التعامل مع الشباب أمر مهم ولكن في الأعراس أصبحت أغنية المديح والقصيد الشعبي هي المطلوبة ولذلك أركز عليها أكثر ومن جهة أخرى أغنية الشعبي، أقول أنها باقية مادامت ترتكز على القصيدة، ويلعب صوت الفنان الدور الكبير في نجاحها. على ذكر صوت ندى الريحان ما رأيك في تأدية الصوت النسوي لأغنية الشعبي ؟ ربما في المغرب التجربة واضحة أكثر هناك صوت نسوي يغني التراث الشعبي من قصائد ومديح ديني في الجزائر التجربة جديدة نوعا ما، فهناك فقط السيدة نادية بن يوسف التي تربت على هذا الطابع وهذا النوع من الموسيقى، هناك أيضا نعيمة الجزائرية التي يمكنها أن تغني أغنية الشعبي الكلاسيكية وفيما عدا ذلك فإن الأصوات الموجودة هي ضعيفة نوعا ما أمام هذا النوع من الغناء ولو أخذنا مثلا الفنانة راضية منال صوتها جميل ولكن يغلب عليه رنة الأغنية السطايفية أحيانا ولذلك هي تحتاج إلى الوقت لتعتاد على أغنية الشعبي الحقيقية. كيف كانت علاقتكم مع الراحل الهاشمي قروابي؟ الحاج الهاشمي قروابي رحمه الله سبقني في ميدان الفن وأنا اقدره كثيرا وأحترمه وكنا نلتقي في الحفلات والأعراس وكانت علاقتي به لا تتعدى إلقاء التحية والاطمئنان على صحته، وموته كان خسارة لنا لأننا خسرنا مدرسة وصوت متفرد وأداء خاص ومتميز. رحمه الله. ما رأيك في من يقلدون مدرسة مصطفى العنقى ؟ لا أرى ذلك في مصلحتهم أنا مثلا درست عند مصطفى العنقى رحمه الله، وأخذت عنه آلة الموندول ولكني لم ألقده فلكل فنان أسلوبه الخاص، شباب العاصمة يتقبلون أغنية العنقى ويستمعون لها ولكن خارج العاصمة يحبذون أغنية الشعبي الخفيفة.