شهدت رحلة القطار الكهربائي للضواحي ”الجزائر-العفرون” وبالضبط بين محطتي ”جسر قسنطينة وعين النعجة توقفا لأكثر من نصف ساعة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي جعل المكيفات الهوائية بداخله تتعطل مما تسبب في حالات اختناق وإغماء بين المسافرين، ليتدخل بعض الركاب لفتح الأبواب بواسطة مقبض النجدة قصد السماح للمصابين بالخروج واستنشاق الهواء وإسعافهم. لم يكن يظن المسافرون الذين استقلوا القطار الكهربائي للضواحي من محطة ”العفرون” باتجاه ”الجزائر” المنطلق في حدود الساعة التاسعة والنصف أن يبقوا عالقين داخله لقرابة نصف ساعة دون مكيفات هوائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، خاصة وأنه كان ممتلئا عن آخره، ولم يوجد حتى مكان لوقوف البعض، لاسيما وأن هذه الرحلة في برنامج الرحلات المسطرة من قبل الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية المعتمد منذ بداية شهر رمضان المنقضي تزامنت واليوم الثالث من عيد الفطر المبارك، الذي صادف استئناف العمال والموظفين لنشاطهم في مختلف الشركات والمؤسسات والتحاقهم بها، بالإضافة إلى تنقل الأسر والعائلات إلى ذويهم لتقديم تهاني العيد وزيارة الأقارب. الرحلة كانت عادية في انطلاقها من محطة ”العفرون”، حيث لم يسجل أي تأخير لها، لكن بمجرد توسط القطار الكهربائي محطتي ”عين النعجة” و”جسر قسنطينة” توقف وحاول السائق الإقلاع لمرات عديدة ومتتالية، لكنه لم يفلح بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي حتم عليه الانتظار حتى عودة التيار، لكن دون أن يتدخل السائق أورئيس القطار ويبلغا المسافرين لطمأنتهم بأن الأمر يتعلق بطارئ فقط (انقطاع التيار الكهربائي)، وهو ما أحدث تساؤلات بين الركاب، الذين حاولوا معرفة سبب التوقف لكن دون جدوى، وبسبب الاكتظاظ داخل عربات القطار وغياب التهوية التي يضمنها المكيف الهوائي الذي توقف بدأت حالات الإغماء والاختناق بين الركاب، وارتفاع درجة الحرارة بسبب النوافذ المغلقة وتعددالمصابين بين النساء والأطفال. وفي تلك الأثناء تحرك بعض الشبان ممن كانوا بداخل القطار وقاموا مباشرة بكسر زجاج مقبض النجدة الذي يستعمل لفتح الأبواب في الحالات الطارئة في حال استحالة ذلك، وهو ما تم ليقوم بعدها بعض المسافرين بسحب وإخراج المصابين باختناقات والمغمى عليهم إلى الخارج لإسعافهم، حيث استعملت قارورات المياه المعدنية وقارورات العطر للتخفيف عنهم. وبقي الوضع على حاله والقطار الكهربائي عالق في السكة الحديدية بين محطتي (عين النعجة) و(جسر قسنطينة) لتستأنف الرحلة في حدود الحادية عشرة والربع، باتجاه محطة (جسر قسنطينة). سرقها في المحطة وأُلقي عليه القبض رفقة اثنين معه داخل القطار ،،لكن المفاجأة التي لم يكن ينتظرها الركاب هي مشاهدتهم لأفراد الشرطة بالزيين المدني والرسمي يقتادون أحد الشبان واضعين القيود حول يديه إلى مركز الشرطة المحاذي لمحطة جسر قسنطينة. وكان ذلك الشاب حسب روايات متعددة للركاب التي استقتها ”الفجر” منهم قد قام بسرقة إحدى الفتيات وخطف منها هاتفها النقال بمحطة (عين النعجة)، واستقل القطار الكهربائي الذي استقلته الضحية وتعرفت على ملامحه وملابسه التي كان يرتديها وبمجرد رؤيتها له أبلغت عنه، وألقي عليه القبض داخل القطار رفقة اثنين معه، وتم القبض عليهما كذلك من قبل أفراد الشرطة، ليواصل بعدها القطار رحلته نحو باقي المحطات ليصل متأخرا عن موعده بحوالي نصف ساعة.