تصاعدت وتيرة العنف في سوريا بشكل مقلق في معارك وصفت بغير المسبوقة منذ بدأ الاقتتال بها، شملت حلب ودرعا وجنوبدمشق، بينما يدور الحديث عن توحد المقاتلين السوريين في قيادة مشتركة، في وقت رفعت فيه واشنطن وفرنسا دعمها المادي للمعارضة، كما حذرت تركيا نظام بشار الأسد من أية هجمات تأتيها من الأراضي السورية، أما روسيا فأكدت على تطبيق اتفاق جنيف للانتقال السياسي في سوريا. قالت مصادر إعلامية إن جبهة تشكلت في سوريا باسم ”القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية” تضم جانبا كبيرا من القوى الفاعلة على الأرض في مختلف المحافظات السورية، بحضور عدد من القيادات السياسية والروحية للثورة في الداخل والخارج. وتشكلت القيادة المشتركة وفق هيكلية تعتمد على ثلاثة مستويات رئيسية للقيادة تتكون من القيادة العامة، ومكتب التنسيق والارتباط، والمجالس العسكرية لكل المحافظات السورية. ودعت في بيانها كافة القوى الثورية والعسكرية في سوريا للانضمام إليها والعمل المشترك من أجل ”خدمة الثورة والشعب وإسقاط النظام”. ودارت اشتباكات ضارية في عدد من أحياء مدينة حل، أمس السبت، غداة المعارك ”غير المسبوقة” التي شهدتها الجمعة كبرى مدن شمال سوريا، في حين قامت القوات النظامية بمداهمات شمال دمشق أين دارت اشتباكات في أحد أحيائها الجنوبية صباحا، تبعها انتشار واسع لقوات النظام وحملة مداهمات عشوائية. وتزامنت هذا الأحداث مع تباينات إضافية في الموقفين الأمريكي والروسي من الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من 18 شهرا، إذ أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية تقديم مساعدات إضافية ”للمعارضة غير المسلحة”، بينما اتهم نظيرها الروسي الغرب بتعميق الأزمة في سوريا. وألمحت تركيا إلى أنها ستقوم بعمل إذا تكرر هجوم بقذيفة ”مورتر” على أراضيها من داخل سوريا، وقالت وكالة دوجان الخاصة للأنباء إن قذيفة مورتر أطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرق تركيا يوم أول أمس الجمعة، وألحقت أضرارا بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية. وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين في نيويورك أن أنقرة أبلغت الأممالمتحدة وحلف شمال الأطسي بالحادث في تصريحات إذاعتها شبكة السي. أن. أن. تركيا. وذكر داود أوغلو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون أن يخوض في تفاصيل ”أود أن يعلم الناس أنه إذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فإننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق”. وبشأن المساعدات الموجهة للمعارضة، أعلنت الولاياتالمتحدة وفرنسا زيادة دعمهما لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، لكن لم تظهر علامة على قرب تقديم مساعدات عسكرية مباشرة تريدها المعارضة المسلحة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام اجتماع لوزراء خارجية في نيويورك إن الولاياتالمتحدة ستقدم للمعارضة السورية مساعدات إنسانية وغير فتاكة بقيمة 45 مليون دولار منها 30 مليون دولار مساعدات إنسانية و15 مليون دولار في صورة أجهزة اتصال لاسلكي وتدريب. ورفعت التعهدات الجديدة قيمة المساعدات الإنسانية الأمريكية الإجمالية لسوريا إلى أكثر من 130 مليون دولار والمساعدات غير الفتاكة لجماعات المعارضة إلى ما يقرب من 45 مليون دولار. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الاجتماع نفسه إن بلاده تزيد اتصالاتها مع المعارضة المسلحة في سوريا. من جهته، أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، أن الحكومة السورية نقلت أسلحة كيماوية إلى مواقع أكثر أمنا، قائلاً في إشارة إلى معلومات استخبارية أفادت مؤخراً بأن دمشق نقلت بعض أسلحتها الكيماوية، إن عملية التحريك جاءت لتحسين أمن تلك الأسلحة لكن المواقع الرئيسية مازالت كما هي وآمنة تحت سيطرة الحكومة. وأوضح الوزير الأمريكي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكندي بيتر ماكاي ”لدينا معلومات تشير إلى حدوث عمليات نقل في بعض المواقع.. لزيادة تأمين الأسلحة الكيماوية”. وأضاف بانيتا ”نعتقد أيضاً، استناداً إلى ما نعلمه، أن المواقع الرئيسية ما زالت مؤمنة”. ورداً على سؤال عما إذا كان المتمردون استولوا على بعض هذه الأسلحة، أشار الوزير الأمريكي إلى ”عدم وجود معلومات محددة بشأن المعارضة وما إذا كانت حصلت أم لا على بعض الأسلحة وبأي كمية”.