احتضنت دار الثقافة لولاية أدرار، الملتقى الثاني للنص السردي الذي خص الروائي الحبيب السايح بتكريم مميز من خلال قراءات في رواياته ”زهوة”، ”تلك المحبة” و”مذنبون” شارك فيها العديد من الدكاترة والأساتذة الجامعيين، الذين شخصوا بحسهم الإبداعي هذه الإصدارات التي صانت بأمانة حضور أدرار بين صفحاتها كما كانت دوما ساكنة وجدان الحبيب السايح وهو من أهداها ”تلك المحبة”. نشط اليوم الأول من الملتقى الذي أداره الدكتور أحمد جعفري، كل من الدكاترة حاج أحمد الصديق، محمد تحريشي، محمد بشير بويجرة، سعيد بوطاجين والدكتور مخلوف عامر، افتتح اللقاء الثقافي بقصيدة للشاعر بوزيد حرز الله بعنوان ”الجنوب” فكانت بادرة تواصل ثقافي أدبي بين جيل الأمس واليوم، حيث تناول محمد بشير بويجرة تناول من خلال مداخلته ”محنة التأويل، زخم المرجع وفتنة الوقع، قراءة في”تلك المحبة” ”حيث قال إن الحبيب السايح هو الروائي الوحيد الذي تجلى التناص في إبداعاته، مشيرا إلى أن ما يميز النص السردي عند السايح يختلف عن غيره من الكتاب خاصة وأن الجزائر منذ 1962 قدمت إبداعا متميزا فمنح ذلك النص السردي الجزائري وفرة أكثر من حيث التقنيات، وأضاف أن المُتُن السردية الأدبية الجزائرية تفوقت في كثير من الأحيان عن النصوص العربية وأبلغ مثال نصوص الحبيب السايح التي يتجلى فيها حسب المتحدث العديد من المتغيرات منها الموضوع الذي يلبسه دوما لباسا تراثيا صوفيا لا يخلو من الحضارة، إلى جانب هيمنة الصبغة الفعلية، بالإضافة إلى التعامل الفريد للروائي مع اللغة بطريقة المد والجزر والقصد من ذلك حسب بويجرة هو العناية بالمتلقي وترقية ذوقه في الاحتكاك مع ما يقرأ، خاصة وأن ما يُطرح اليوم في الساحة الثقافية هو إشكالية كتابة الرواية باللغة العامية البسيطة أو الفصحى العميقة.