وضع، أول أمس، قادة جيوش الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا في أبيدجان اللمسات الأخيرة على خطتهم للعملية العسكرية في مالي، ويأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه ”الإيكواس” أن الاعتماد على الحوار فقط ليس كافيا لحل الأزمة المالية. قال رئيس الأركان في كوت ديفوار الجنرال سومايلا باكايوكو ”استكملنا اليوم مفهوم العملية المنسقة المشتركة أي خطة التدخل التي يفترض أن تحدد المهمة وعدد القوات وغيرها من النقاط”. وكانت مجموعة غرب إفريقيا تبنت مبدئيا هذه الخطة، وعرضتها على الاتحاد الإفريقي الذي قدّمها بدوره إلى مجلس الأمن الدولي للموافقة على عملية عسكرية، من أجل التدخل في مالي لطرد المسلحين الذين يسيطرون على شمالها. وقال الجنرال باكايوكو الذي تتولى بلاده رئاسة مجموعة غرب إفريقيا حاليا، إن المسؤولين العسكريين وافقوا خلال اجتماعهم على خطة أكثر تقدما لهذه العملية، موضحا أنهم ”بحثوا بشكل أعمق مستوى استعداد الدول التي وعدت بتقديم وحدات إلى هذه القوة التي أطلق عليها اسم البعثة الدولية لدعم مالي بقيادة إفريقية”. ومن جهة أخرى، أعلنت سالاماتو حسين سليمان، مفوضة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ”إيكواس” للشؤون السياسية، السلام والأمن أن الاعتماد على الحوار فقط لحل الأزمة الأمنية في مالي لن يساعد في حلها. وأضافت سليمان، في بيان أصدرته المجموعة التي تتخذ من العاصمة النيجيرية أبوجا مقرا لها، ”رغم أن الحوار مازال أحد الخيارين المفضلين لحل الأزمة، فإن جهات لها صلة بالأزمة في مالي لا تؤمن بالحوار ولا تميل إليه”. وأشار البيان إلى أن مفوضة ”إيكواس” للشؤون السياسية ناقشت مشكلة الأمن في مالي مع قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا الجنرال كارتر هام خلال زيارته الأخيرة لأبوجا. وأضاف ذات المصدر، أن سليمان تعتقد أن دول غرب إفريقيا لا يمكن أن تستمر في مفاوضات غير مجدية لحل الأزمة في مالي خاصة بعد انتشار عمليات التطرف والإرهاب في شمال البلد الذي يعاني من اضطرابات أمنية وسياسية بعد الانقلاب العسكري الأخير فيه والذي أطاح بالحكومة المنتخبة. وكان الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان قد طالب، في الكلمة الافتتاحية لقمة الإيكواس الأخيرة التي عقدت في أبوجا، زعماء الغرب بالخروج بقرارات وصفها بالجريئة لمساعدة كل مالي وغينيا بيساو علي استعادة الأمن، مشيرا إلى أن بلاده تؤيد بقوة القرارات والتوصيات التي أصدرها وزراء الدفاع بدول ”ايكواس” مؤخرا حول التدخل العسكري في مالي، من خلال إرسال آلاف الجنود إلي هناك لاستعادة الأمن.